رسالة اليوم

20/04/2024 - حسَّاسٌ للرّوح القُدس

-

-

وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ.

(يوحنا ٤: ٤)

إنَّ إحدى المهام الأخرى للمعزِّي هي قيادتنا إلى جميعِ "الحقِّ" أيْ إلى كلمةِ الله، الرّوح الذي يرسله الآبُ باسمه، وهو موجودٌ الآن في وسطنا. وهذا يحدثُ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فالشخصُ الذي لا يتدرَّب على أن يكون حسَّاساً للرّوح القدس، يضيّع فرصاً كثيرة ولا يلاحظ أنَّه أغلق البابَ أمام الرّوح القدس للعمل، وثمَّ يقول للربِّ إنَّه لم يفهم لماذا لم يقوده لعملِ أشياء عظيمة في عملهِ.

شعر يسوعُ بأنَّه ينبغي أن يذهب إلى السَّامرة، لذلك غيَّر مساره ليتوافق مع إرادةِ الآب. فالتقى في مدينةِ سوخار بالقربِ من بئرِ يعقوب بامرأةٍ سامريَّةٍ كانت بحاجةٍ لخدمته. وبالتالي، لم يتمُّ خلاصُها فقط، بل خلاصُ كلِّ المدينةِ أيضاً. لذا، هناك دائماً هدفٌ يحثُّنا اللهُ لفعله. فلا يهمُّ كم من الوقتِ والمال والجهد الذين علينا بذلهم، فالطاعة أمرٌ قيِّمٌ.

شعرتُ خلال فتراتِ خدمتي بأنَّ الربَّ يطلب أموراً لفعلها أو عدمِ فعلها، وبعدئذٍ، تحوَّل ذلك لصالحِ الخدمة ولصالحي. فقط في السَّماء سأدرك الأمورَ المؤذية التي أبعدها اللهُ عنِّي، أو الأمور الخيّرة التي اقتادني للاشتراك بها. لذلك، حينما أتجاوبُ مع طرقهِ على باب قلبي، يدخلُ ويتعشَّى معي. فكلُّ عمل يتمُّ به يكونُ مثمراً.

لو لم يصغِ يوسفُ (خطيبُ مريم) للصوتِ الإلهي، لخسرَ فرصةَ أن يكون أباً مربيِّاً لمخلِّص العالم، الأمر الذي بلا شكٍّ جلبَ له البركةَ. وبالتأكيد بعدَ ألفي عام، نرى أنَّه من الجيِّد أطاع يوسفُ دعوة الربِّ بالذَّهاب إلى مصر عندما أراد هيرودسُ قتل الشَّخص الذي أُرسِل لتخليصنا. فكُن مستعداً للتعاون لإتمام الخطَّة الإلهيَّة.

وأيضاً، لو لم يذهب بولسُ إلى مكدونيا لمَا وصلَ الإنجيلُ إلى أوروبا (أعمال الرسل ٩:١٦-٤٠). ولو لم يسمع لصوتِ الربِّ إيليا، أحدُ سكَّان جلعاد والنبيّ الشهير ووبَّخ آخاب المتمرِّد، لقدَّم البعيدون عن اللهِ ذبيحةً للبعل في وسطِ نسل إبراهيم، الأمرُ الذي لأهلَكم لا مُحالة.

لقد كان مردخاي حسَّاساً للجلوس على بابِ قصرِ أحشويرُش ملكِ فارس، كاشفاً عن مؤامرةِ اثنين من الخصيان لقتلِ الملك. وبعد ذلك، أخذَ الملكُ يقرأ في السِّجلات الملكيَّة التي ذكَّرته بأنَّه لم تُقدَّم مكافأة الولاء الذي تمَّ إظهاره. وبالتالي قرَّر أن يُنصفه. بعدئذٍ، بعد أن أصبح حسَّاساً ومتجاوباً مع أمر الربِّ، أصبح وسيلةً لنجاة شعبه من الهلاكِ.

لا تعلم ما أعدَّه الله للعمل من خلالِ حياتك. لكنَّك يجب أن تصغيَ إلى ما يقوله، لأنَّك ستمرُّ بظروفٍ سوف يستخدمك الله بها لمجدهِ، فكن مستعداً ومترقّباً ليومِ زيارته. لكن إذا لم تكترث فسوف تندم في يومِ الدينونة. ولا تُبدل الإرساليَّة الإلهيَّة مقابل أيِّ شيء يقدِّمه إبليس. بالحقيقةِ الله يحبُّك!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز