رسالة اليوم

19/04/2024 - الفرقُ بينَ أولادِ الله وأولادِ إبليس

-

-

بِهذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ: كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.

(١ يوحنا ٣: ١٠)

إنَّ المحبَّة التي يظهرها أولادُ الله من خلالِ أعمالهم تميّزهم عن أولادِ إبليس، فلا يهمُّ مدى نجاحِ الشَّخص وازدهاره في نشاط معيَّن على حسابِ إيمانه. والدليل على مسيحيَّة أحدهم هو تعبيره عن محبَّته للأعضاء الآخرين في جسدِ المسيح، بالأخص للذين استعبدهم العدوُّ.

يتمُّ إعلان هذا الحبُّ بالأفعال الحَسنة التي تُقدَّم ليس فقط على شكلِ مساعدة ماديَّة للمحتاجين إلى تلك الموارد، لكن أيضاً في الصَّلاة والتكريس الَّلذان لا يراهما أحدٌ. إنَّ أعظم الخيرات التي نمارسها ونعطيها لشخصٍ ما، هي تلك التي تتمُّ في غرفنا خلفَ الأبواب المُغلقة، عندما نسيرُ إلى الله في الخفاء معلنين البركات وإطلاق المأسورين أحراراً، فيكافئنا اللهُ عندما يرى طاعتنا.

يتعرَّض عددٌ لا يُحصى من الأشخاص لهجومِ قوى الظلام، مقيَّدين بجميع أنواع الخطط الجهنميَّة. لذلك، هم بحاجةٍ إلى معونةٍ ملموسة من جهة المخلَّصين، لأنَّهم إذا لم يستمعوا للإنجيل فسوف يموتون بخطاياهم. وإذا حدث ذلك، لن يختبروا أبداً محبَّة الله المُعلنة في شخصِ يسوع المسيح. من المؤكَّد لا يوجد شيء يهمُّ المؤمن أكثر من تقديمِ فرصة الخلاص للضَّالين.

احذرْ من أن تستبدل بنوَّة الله بتلك الشيطانيَّة منها. إذا لم تفعل شيئاً للذين يعيشون بعيداً عن الكلمةِ، فسيتمُّ تصنيفك على أنَّك ابنُ إبليس، مَّما يُعدُّ أمراً خطيراً جداً. وكابنٍ لله إلى جانب السَّماء التي تنتظرك، أصبحتَ وارثاً معه وخادماً للعهد الجديد ووكيلاً على بيتِ الله. لكنَّك إذا لم تُطع الوصايا الإلهيَّة، فستكون آذانُ الله مغلقة نحو طلباتك.

إنَّ التقدمات أمرٌ ضروريٌّ لوصول رسالةِ الخلاص إلى المناطق التي منعَ فيها الظلامُ النورَ من الظهور لآلاف السنين. وبالرَّغم من عدمِ إعلان ما يتمُّ صنعه في العديد من الأماكن بسبب أسبابٍ أمنيَّة تخصُّ الذين يُمثِّلوننا هناك، لا شكَّ أنَّ الروح القدس يلمس قلوب الكثيرين. ورغم أنَّ الكثيرين يتجاهلون الإرشادَ الإلهي، إلا أنَّهم يستمرّون بالسؤال: "لماذا لا يتكلَّم الله إليهم!".

إنَّ الذين لا يمارسون السّلطة الممنوحة لهم لصالح المأسورين ولا يحبُّون البرَّ والذين لم يُولدوا ثانيةً، ليسوا أولادَ الله بالحقيقة. لذلك، استثمرْ جهودك في المحافظة على خلاصك. انظر المثال الموضوع في مثل (لعازر والغني)، فقد كان الرَّجل الغني متديناً جداً وعرفَ إبراهيم ودعاه بـ "أبي"، ولم يُقَل أبو المؤمنين إنَّه يكذب. وتمَّ إرسال الغنيّ إلى الهلاك الأبديّ لأنَّه لم يفعل شيئاً من أجلِ لعازر (لوقا ٢٠:١٦-٢٥).

قدِّم المساعدة للإرساليَّات واستخدم الإيمانَ لنجاة الذين يأسرهم إبليسُ. واتَّخذ مكانتك في المسيحِ حتى لو لم تملك لقباً في الكنيسة، وكن فعَّالاً بين يدي الله. لقد أخد الإنجيلَ إلى أثيوبيا وزيرُ كنداكة ملكة الحبشة، الذي بشَّره فيلبس (أعمال الرسل ٢٦:٨-٢٩). عندما وصلَ "ليڤينغ ستون" إلى هناك في القرنِ التَّاسع عشر، وجد كنائسَ واقعيَّة باقية من الثَّقافة المسيحيَّة.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز