رسالة اليوم

18/04/2024 - أهميَّةُ الشّركةِ

-

-

الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

(١ يوحنا ١: ٣)

لقد تعلَّم الرسلُ من خلال الوقت الذي قضوه مع يسوع كيفيَّة السّير في الحقِّ، لأنَّهم شهدوا أعمالهُ وسمعوا تعاليمهُ وإعلانه عن ما كُتب في النُّصوص المقدَّسة. وعندما بدؤوا بمهامهم، عيَّنوا كلَّ شيء بحسب ما أرشدهم الربُّ، وبهذه الطريقة استطاعوا التَّمتع بالشّركة مع أتباعهم ومع الآب والربِّ يسوع. هذه واحدةٌ من أسرارِ الإيمان العظيمة، والتي تفسِّر أيضاً السَّبب وراء الكثيرِ من الخيبات.

يجب أن نفعل كما فعلوا. ومن ثمَّ، سيكونُ عملنا عبثاً بدونِ تلك الشّركة. ولأنَّنا أعضاءٌ في نفس الجسد، أي في جسد الربِّ، لا يمكننا تجاهلُ هذه الدروس التي علَّم بها السيِّد بشكلٍ صريحٍ. لن يملكَ أحدُنا بحوزته كلَّ الوزنات، فبإمكانِ شخص غير معروف كثيراً بالنسبةِ لكنيستنا أن يكون مُعيناً في مصاعبنا في بعض الأحيان. لذلك، من الجيِّد العمل على المطالبة بتلك الشّركة مع الجميعِ.

لا توجد هناك شركةٌ بدون فهمٍ، فيجب علينا قيادة الجميع إلى معرفةِ ابن الله، الذي مُنح لنا كأعظمِ تعبيرٍ عن الحبِّ الإلهي. وقد تحقَّق هدف يسوع، لذلك لن يهلك كلُّ الذين يؤمنون به بل تكون لهم الحياة الأبديَّة. يمكننا مساعدة بعضنا البعض عند فهمِ أهميَّة الأُخوَّة في المسيح بالنسبة لنا، كونها واحدةً من أسرارِ النَّجاح في مسيرنا مع يسوع.

إنَّ المخلَّصين هم جزءٌ من جسد الربِّ. لقد قال الرسولُ بولس بنفسه إنَّه مدينٌ للبرابرة والمتعلِّمين، وكذلك نحنُ أيضاً. لا نستهين بأهميَّة الجهد المبذول من أجل نقلِ "الحقِّ" إلى جميع أقاصي الأرض، حيثُ الناس الذين وُلدوا بعيداً عن اللهِ ويعانون من أكثر الهجمات الملعونة من العدوِّ، ويموتون بدونِ أن يسمعوا عن محبةِ الآب. فقد كانت هذه إحدى أواخر الوصايا التي أودعها يسوعُ قبل عودتهِ إلى السَّماء.

يعرقلُ الشّركة مع القدّيسين كلُّ الذين لا يتعاونون مع إخوتهم لينموا في الإيمان، بالرَّغم من معرفتهم بمن يكونون والقوَّة التي يملكونها في ابنِ الله. وما يؤسف حقاً، إنَّه بإمكانهم أن يكونوا مصدرَ معونة ومساندة لدى احتياج هذا الشخص، الأمرُ الذي يسرُّ الله كثيراً. فكيف لنا أن نستمتع بالعلاقةِ الحميمة مع الله إذا لم نفعلُ بما أوصانا به؟ لقد تعلَّم الرسلُ من خلالِ سماعهم ورؤيتهم لما فعله يسوع، ثمَّ نقلوه إلى عائلةِ الله، التي تكوَّنت مؤخراً.

لا تتجاهلْ الذين هم بحاجةٍ إلى نعمة الله في أن يكونوا بشركةٍ مع المخلَّصين وأيضاً مع الآبِ والابن. وبخلافِ ذلك، عندما تحتاج وتطلب المساعدة من الله المُثلث الأقانيم، سترى أنَّ تراخيك منعكَ من الحصول على قوَّة السَّماء لتعينك. كلُّ الذين يقدِّمون المساعدة لأصغرِ تلميذ للسيِّد، يفعلون ذلك لله شخصياً. وبلا شكٍّ، ستتمُّ مكافأتهم من المخلِّص بذاته. فأنْ تطيعه هو برهان حبِّك له.

افعلْ كلَّ ما بوسعك لجعل شركتك حقيقيَّة، وكُن مستعداً لحدوثها في أيِّ وقتٍ وفي كلِّ الأوقات. لقد تمَّ إعلامنا بأنَّ الشرير يحيطُ بنا ملتمساً أن يبتلعنا، فيجب أن نفعل ما تعلَّمناه، أيْ طاعة مشيئة الربِّ. وأيضاً، عندما تحتاج إلى المساعدةِ في صلواتك، ابحثْ عن شخص يكون في شركةٍ مع القدير.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز