رسالة اليوم

17/04/2024 - كُن بلا عثرة

-

-

كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ.

( كورنثوس الأولى 32:10)

ليس فقط الزُّناة والفاسدون والّلصوص وغيرهم من المجرمين هم من يتسبَّبون فبعثرة في كنيسة الربِّ والمجتمع بأفعالهم السيّئة. حتى أنَّ العديد من الإخوة سمَحوا باستخدامهم في مثلِ هذه الحالات. فلماذا لا يعيش بعض المخلَّصون وفقاً لمكانتهم في المسيح، ويسمحونَ لأنفسهم بأن ينجذبوا إلى التَّجربة؟ يجب أن نُراعي "الاسم الحسن" الذي دُعي علينا. إضافةً لذلك، حتى الذين جلدوا رفاقهم الخدَّام قد يصبحون مدعى عليهم في الحكم.

يتوقَّع الكثير من أعضاء جسدِ المسيح، أكثرُ جداً من الناس الآخرين. لذلك، كما علَّم يسوع، يجب أن يزيدَ برُّنا على الكتبةِ والفريسيّين الذين تمَّ اعتبارهم وحاولوا أن يظهروا أبراراً، على الرَّغم من أنَّ جهودهم كانت نفاقاً خالصاً (متى ٢٠:٥). إذا كان المخلَّصون لا يطيعون وصايا الله، فمن سيفعل؟ كُن مستعداً لأنَّ الدينونة الأبديَّة ستبدأ من بيتِ الله وستكون بلا رحمة.

لا يمكننا أن نتوقَّع من الضَّالين أيّاً من المعايير الأخلاقيَّة التي يجب علينا نحن المخلَّصين وخدَّام الله أن نطيعها ونتبعها بصدقٍ. وبعد كلِّ شيء، فقط الذين ولدوا من جديد لم يعودوا تحت حكمِ مملكة الظلام، وبالتالي يمكنهم مقاومة الشَّهوات والتغلُّب عليها. يمكن أن يكون مثالنا في السلوك أحدَ أعظم الرسائل التي يمكن أن يتلقَّاها الضالّون من الربِّ. فنسأل الله نعمة السلوك الحسَن.

لا شكَّ أنَّ الكثيرَ من الضَّالين بذلوا جهداً كبيراً للعيش باستقامةٍ، وقد نجحوا في ذلك لبعض الوقت، ومع ذلك، عندما تأتي التَّجربة المجهَّزة من الجحيم، فقط الذين لديهم روح الله يملكون القدرة على التغلُّب على إرادة العدوِّ وعدم الخضوعِ لها. إنَّ أحد أسرار عدم التنازل لشرِّ الشيطان هو السلوك بحسب الروح القدس، لأنَّك بهذه الطريقةِ لن تستسلم لشهوة الجسد الجامحة.

أن تتزايد العثرات بالفعل هو أمرٌ لا يُمكن إنكاره ولا مفرَّ منه. فسبق وحذَّر يسوع، قائلاً: "وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ!" (متى ١٨: ٧). من يتعاون أو يتسبَّب في ابتعاد طفلٍ يؤمن بالربِّ عن الإيمان، يدفع بالتأكيد ثمناً باهظاً جداً! بالنسبة لمثل هذا الشخص، سيكون من الأفضل له أن يُرمى في البحر مع حجر رحى مربوط في عنقه. ولكن، لماذا ندفع أي ثمنٍ إذا كان الخيار سيكافأ به القاضي العادل؟

يجب أن نسهر ونصلِّي لأنَّ قصد الشيطان أن يفعل كلَّ ما يتطلَّب الأمر لإلحاق خسارة كبيرة بنا. إذا كان بإمكانه استخدامنا في التسبُّب بعثرةٍ ما، فمن المؤكَّد أنَّه سيؤذينا إلى حدٍّ كبير، ليس فقط الآن ولكن إلى الأبد. فإنَّ الذين يطيعون الله ويخدمونه بحكمة وبساطة لن ينخرطوا أبداً في أعمالٍ تجلب لهم العار في يوم الربِّ، على العكس من ذلك، فإنَّهم سينتصرون في يوم عودة المخلِّص الحبيب.

إنَّ محاولة شخصٍ للإيمان بعمل الله العجيب ليست كافية لجعله سعيداً في الأبديَّة. حتى لو نال العديد من المعجزات وشارك في شيء مسيء أو تسبَّب في فقدان أحدِ أبناء الله للإيمان والضَّلال، فإنَّ البرَّ الذي يمارسه طوال حياته لن يفيده. لذلك، اجعل المكافأة الأبديَّة في نُصب أعينك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د.ر.ر. سوارز