رسالة اليوم

15/04/2024 - استمِع إلى التَّحذيرات

-

-

فقَالَ يُوآبُ لِلْمَلِكِ: «لِيَزِدِ الرَّبُّ إِلهُكَ الشَّعْبَ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَعَيْنَا سَيِّدِي الْمَلِكِ نَاظِرَتَانِ. وَلكِنْ لِمَاذَا يُسَرُّ سَيِّدِي الْمَلِكُ بِهذَا الأَمْرِ؟»

(صموئيل الثاني3:24)

يجب أن ننتبه لِما يقوله الربُّ من خلال خدَّامه وحتى من غير المؤمنين. في الواقع، لقد استخدم الحيوانات ليبيِّن الطريق الذي يجب أن نسلكه (عدد 22:23). في كثيرٍ من الأحيان، لا تأتي القرارات التي نعتقد أنَّنا نتَّخذها أو التي نحن على وشكِ تقديم دعمنا لها من الله، بل تأتي نعم من الشِّرير. كان هذا هو الحال بالنِّسبة لداود. أراد إجراء إحصاءٍ سكاني لكن هذا لم يكن بإرشاد الربّ. إلى جانب التَّحذير الذي أعطاه الله لقلبه، حذَّرَه يؤاب أيضاً.

استخدمَ قائد الجيش الحكمة لفتح عيني الملك، لكنَّه بدا وكأنَّ الغرور قد دخل إليهِ. احرص على عدم السَّماح للشَّيطان بالدُّخول إلى حياتك. بعد أن يحدث هذا سيكون من الصَّعب التخلُّص منه ولن يكون ممكناً إلَّا بمساعدة إلهيَّة. بعد قبول التَّجربة، يعتبر الخطأ شيئاً صحيحاً، ويصبح الحقُّ أمراَ لا قيمة له في نظركَ.

كان داودُ ثابتًا في عناده الشِّرير، وبذل خادمه الأمين جهدًا كبيرًا لإقناعه. أظهر يوآب له أنَّ جميعهم خدَّامه، الذين أعطاهم الله له، وسيفعلون كلَّ ما يحتاجه للتغلُّب على أعدائه حتى الموت إذا لزم الأمر. ولكن تمامًا مثل أيِّ شخص متحمِّس لا يسمع صوت العقل ولا يستمع إلى الله، طالبَ داودُ بإجراء الإحصاء السُّكاني.

حاولَ يوآب استخدام صداقته عندما رأى ثبات الملك، وتحدَّثَ بصراحة قائلاً أنَّ ما يطلبه ليسَ جيدًا. فالذي يسلكُ بالرُّوح يشعر بما وراء الموقف، مثل ارتداء الملابس، أو الابتسامة، أو الرِّغبة في الانتقال إلى منزلٍ آخر، أو استئجار شخصٍ ما. نظرًا لوجود شيطان في حياةِ ذلك الشَّخص، إنَّ الصَّلاة القويّة هي القادرة فقط على إنقاذِ هذا الشَّخص من السُّقوط الكبير والوشيك.

إذا وبَّخكَ خادمُ الله ولم تعطِ انتباهك، فهذا أمرٌ يستحقُّ الاستماع إليه. يمكن أن يكون قد تمَّ استخدامه كنبيٍّ. عندما يحدث هذا، فهذه علامة على أنَّك لن تدفعَ ثمن موقفك غير العادل فحَسب، بل سيعاني أيضًا أفراد عائلتك وحتى الأشخاص الآخرون الذين لا علاقة لهم باقتراحك الشِّرير. يجب على الَّذين ظَلموا وسمَحوا للشَّيطان بالدُّخول أن يتوبوا حالاً.

تمَّ إجراء الإحصاء ولكن هذا لم يكُن لصالح داود. لن تفيدَ الخيانة أبدًا الخائن ولكنَّها ستزيدُ الثَّمن الذي سيدفعه هو والآخرون مقابل سلوكه الكارثي. لذلك كُنْ يقظاً وصلِّي! إذا وقعتَ في التَّجربة، فسيكون ألمك شديدًا من خلال ما ستعانيه وأيضًا بما سيحدث للآخرين من خلال شعورك بالذَّنب الكبير. الله صديقٌ لك ويحاول أن يحفظك من أفعال الشَّيطان.

ستكون هناك حساباتٌ يجب دفعها بعد الملذات الجسدية والشَّيطانية والأنانية. والأسوأ من ذلك أنَّ الآخرين سوف يرمون هذا في وجهك، والمخادع المشتكي سوف يذكِّرك بخطئك. لماذا تصغي إلى الشِّرير وليس للربِّ يسوع صديقك الحقيقيّ؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز