رسالة اليوم

14/04/2024 - التنفُّس من ريحِ أنفِ الله

-

-

وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ.

(خروج8:15)

نقرأ عن الرِّياح الشَّرقية التي هبَّتْ طوال اللّيل وشقَّت البَحر الأحمَر في خروج 14، الآية 21. ولكن هذا ما يُمكن أن يراه ويشعر به غير المؤمنين. في الواقع، ما فتح البحر كان نوعًا آخر من الرِّياح، خرجتْ من أنف الله. كلُّ ما يأتي منه يفوق إدراك الإنسان. لذلك لا ترفض استخدام المَسحة التي يعطيك إيَّاها الربّ لأنَّها أعلى من قوَّة العدوِّ.

كيف أمكنَ لهذه الرّياح أن تكونَ قوية جدًا بحيث جزّأت تلك المياه إلى قسمين وصارتْ مثل جدران، فتمكّن شعبُ الله من المرور على أرض جافة دون أن يغرق أحدًا. إنَّ الله -مباركٌ اسمه- يستخدم الظواهر الطبيعية لإثبات عظمته، وبالحقيقة، كان يؤدي مهمَّة غير مألوفة بأنفاسهِ. هذه هي الطريقة التي يعمل بها عندما نطلبه.

تُعرفُ الرِّياح الشَّرقية بشدَّة عواصفها، ورغم ذلك كان يجب أن تتّصفَ بسرعةٍ أكبر للقيام بهذه المهمَّة. وفي نفس الوقت، يجب أن تكون حريصة جدًا لئلَّا تضرب كبار السِّن والأطفال والماشية الأخرى التي أخذها العبرانيون معهم. عندما يأتي نهاية الزَّمان، سيبيدُ الربّ يسوع الشِّرير بنفخة فمهِ. وهكذا ستأتي النِّهاية المتوقعة للجميع.

إنّ الذي فصلَ هذه المياه في الحقيقة هو أنفاسُ الله التي نفخَها من أنفهِ. كان هذا كافيًا لتلك المياه كي تكون كجدارٍ غير مرئي قويّ مثل الفولاذ، وسميك جدًا ومبنيّ جيدًا. لقد جعل المياه كندٍّ صامدٍ حتى عبرَ الإسرائيليون في الطريق الذي فتحهُ.

عملتْ ريحُ الله بشكلٍ كبيرٍ في تلك اللّيلة. تجمَّدت أعماق البَحر لتشكِّل وادٍ كجسرٍ مغمور، بعمق 20 إلى 60 مترًا والذي أصبح طريقًا سريعًا لِما يقرب من ثلاثة ملايين شخص للسَّفر على اليابسة مع مواشيهم وجميع ممتلكاتهم. وبأقدامٍ جافةٍ.

يوضِّح لنا هذا أنَّ الربَّ لن يُوفر أيَّ قدرٍ من القوَّة لتحقيق إرادته وسط البشرية. على الرُّغم من أنَّنا لا نرى ولا نفهم ما يفعله فإنَّنا نستفيد من قوَّتهِ. فطالما لدينا قوَّة الربّ لمساعدتنا، فلماذا لا نؤمن بوعوده لنا. بالتأكيد سيكون شيئًا رائعًا. لا تخشوا الوثوق به، إنه صانع العجائب.

دَع القدير يرسل ريحَه الحكيمة لأنَّ عملَه يجب أن يكتملَ في جيلنا. أولئك الذين عاشوا في الماضي لم يكونوا محبوبين أكثر ولا أقلَّ ممَّا نحن عليه اليوم. ولكن من خلال أفعالهم، يُنظر إليهم على أنهم كانوا أكثر حكمة بكثير. الذين لا يؤمنون بالوعود الإلهيّة يفقدون الكثير ممَّا يستطيع أن يفعله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز