رسالة اليوم

11/04/2024 - مهدَّدون لفعلِ الخير

-

-

وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضًا أَطْلَقُوهُمَا، إِذْ لَمْ يَجِدُوا الْبَتَّةَ كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ الشَّعْبِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى مَا جَرَى.

(أعمال الرسل21:4)

لا نحظى بالثَّناء دائماً على عملِ الخير؛ أحياناً يكون الجزاءُ اضطهاداً. ولكن يجب ألَّا نخاف أبدًا. فعلى الرُّغم من أنَّ هيكلنا هشٌّ، إلا أنَّ الله يسمح لنا بذلك حتى نسكبَ أنفسَنا عند قدميه ونستقبل قوَّته. لذلك لن نسلك في الضَّلال أو نقع في الخطيئة. ولكن إذا لم نكن عند قدميه فسوف نختبر الموت الرُّوحي والانفصال الأبدي عنهُ.

تمَّ تهديد الرُّسل لأنَّهم تحدَّثوا بكلمة الله القويّة. لم يهتمُّوا بذلك، لأنَّهم كانوا يطيعون أوامر الله، فلن يُعانوا من أيّ ضررٍ. كخدّام للعليّ، يجب علينا أن نطيعَ ما يقوله راعينا الصالح أيضاً. ينبغي على الخائفين أن يصلّوا كي يتقوَّوا، حتى لا يعمل إبليسُ في حياتهم.

لم يعرف الكهنة ماذا يفعلون بهؤلاء الرِّجال. عندما تلقّوا إجابة من الرُّسل، مؤكّدين إيمانَهم بالمسيح، ارتجفَتْ قلوبُهم. لا يهمّ لمن نكرز. إذا كانت لدينا مسحة الربِّ، فسوف يستخدمنا، ويقودنا حسبَ مشيئتهِ، وسيمضي قُدمًا أمامنا لفتح الأبواب. الأبوابُ التي يفتحها لن تُغلق أبدًا، والأبوابُ التي يُغلقها لن تُفتح أبدًا.

لم تنحنِ السُّلطات اليهودية أمام العليّ واستمرَّت في طريق العمى الرُّوحي، على الرُّغم من أنَّهم شعَروا أنَّ هؤلاء الرِّجال لديهم قوى خارقة للطبيعة آتية من الله. للأسف، يحدث هذا للعديد من الأشخاص الّذين لا يستمِعون أو يرون ما يفعله الله، ولكنَّهم ينغلقون على أنفسِهم. في كثير من الحالات، لن تُتاح لهؤلاء الأشخاص فرصة أخرى. يا لسذاجة المتديِّنين.

لم يكن هناك سببٌ لمعاقبتهم، لذلك تمَّ إطلاقُ سراحهِم. من يستطيع أن يجدَ سبباً ليوبِّخ الذين يخدمون الله بطريقة لا تشوبها شائبة؟ عندما يوجِّه الرُّوح القدس شخصًا في الطريق، تتحسَّن مواقفه. الآن أولئك الذين يُرشدهم الله هم أولاده. لذا فإنَّ الاسترشاد بالربّ يجب أن يكون هدفُ الجميعِ.

أظهرَ قرارُ السَّماح للتلاميذ بالرَّحيل بسبب الناس أنَّ هؤلاء الرِّجال المتديّنين كانوا مخطئين تمامًا. فبدلاً من أن يتَّقوا الله خافوا من النّاس. لقد حدث هذا في جميع أنحاء العالم. خدَّامُ يسوع مضطهدون لأسبابٍ وهميّة، وأحيانًا لأسبابٍ غامضة وإجرامية. في يوم الدَّينونة، سيُصاب الكثيرونَ باليأس، لأنّ الفرصة قد أتيحت لهم لكنَّهم رفضوا نوال الخلاص.

بشَّر الرُّسل برسالةٍ ملأت النَّاس بالرَّجاء والإيمان. من خلال المُعجزات التي فعلوها، شُفِي الكثير من الناس وغيّروا طريقة حياتهم، وقبِلوا يسوع وفعلوا الإرادة الإلهيَّة. وهذا أزعجَ الشَّيطان بالتأكيد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز