رسالة اليوم

09/04/2024 - مقياسُ الربِّ للتَّوبة

-

-

أَعْطِهِمْ حَسَبَ فِعْلِهِمْ وَحَسَبَ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ. حَسَبَ صُنْعِ أَيْدِيهِمْ أَعْطِهِمْ. رُدَّ عَلَيْهِمْ مُعَامَلَتَهُمْ.

(مزمور4:28)

العيشُ في الشَّر يعني الحصول على ومضةٍ لِما سيكون عليه الانفصال الأبدي عن الله. أولئك الذين يفعلون ذلك لا يشعرون بحضور الربّ، على الرُّغم من أنهم قد يعرفون أنَّه حقيقي وصالحٌ وقويٌّ بما يكفي لحلِّ جميع المشاكل. لكن في الواقع لم يعرفوا الصُّراخ وصرير الأسنان بعد، ولم يشعروا بالنّار الأبدية والعقاب. لا توجد مقارنة مع حياة الذين يعيشون مع الآب، لأنَّهم مباركون دائمًا.

يسمحَ الأشرارُ لأنفسهم بأن يقودهم الشَّيطان، ويسعون عمدًا لإيذاء الآخرين، حتى في بعض الأحيان يحاولون أن يجعلوا الشَّخص المخلّص يخطئ. وهم لا يعرفون أنَّ الشَّر الذي فعلوه بالآخرين سيرتدُّ عليهم وفقًا لِما فعلوه. لن يُهانَ الشَّخصُ الذي يسبّب العار دائمًا، لكنَّه سيدفع ثمن الألم الذي تسبَّب بهِ.

كلُّ ما يتمُّ القيام به لإلحاقِ الضَّرر أو أذيةِ شخصٍ ما، سيتم سداده بنفس الطريقة. إذا كنت تميل إلى فعلِ شيءٍ غير كتابي، فتوقف فورًا واطلب من العليِّ أن يغفرَ لك. وإلَّا ستعاني من مرارة وقسوة الشَّياطين عند أقلّ توقع، وقد تقضي الأبدية دون فرصة للتوبة.

صلاةُ داود هي مثالٌ لِما سيَحصل عليه الأشرار. ستأتي المكافأة على مواقفهم؛ بالنِّهاية لا يستطيعُ أحدٌ أن يسخرَ من الله. وإذا استمرَّ الشَّخصُ في الخطيئة، فسوف ينال عقابه المستحقّ. إذا أخطأ أحدٌ، فعليه أن يطلبَ المغفرة. إذا شعرَ أنَّ هناك لوماً في قلبِه تجاه شخصٍ ما أثناء صلاتهِ، عليهِ البحثُ عن ذلك الإنسان وتصحيح الأمور معه. اعلم أنَّ العدالة الإلهية غير متحيِّزة البتّة.

لا يوجد سوى مخرجٌ واحدٌ للأشرار: التوبة والعودة إلى قدمي العليّ. الربُّ يحذِّر أنَّه بارٌّ ولن يُخفي تعدّي أحدٍ قط. فالذي لا يريد أن يخجلَ ويُمسَك بفعل الشرّ، عليه ألَّا يدعَ الاثمَ يقودهُ. إذا كنتَ قد أخطأتَ، يجب أن تصحِّح الأمورَ مع الآب السَّماوي ومع الشَّخص الذي آذيته. المغفرة وحدها يمكن أن تُبطل الخطيئة.

كلُّ من لا يحترم ما فعلته يدُ الربّ فهو يخطئ. فالتوبة تستلزم اليقظة أيضاً. توجد دروسٌ قيّمة في أعمال الربّ، يمكن أن تمنحَ الفهمَ للشَّخص الأحمق. لا تقل شكراً فقط لأجلِ ما فعله الله لك. امتحنْ وانظر كم قد عملَ لكي تكون مُبارَكًا. محبَّته لك أعظم من إثمك، فاحرص على إصلاح الأمورِ.

أولئك الَّذين يُعاندون ويفعلونَ الشَّرَ سيُضرَبون ولن يقوموا بعد الآن. لذلك قبل غروب الشَّمس على خطيئتك، حيث لن تُغفر لك بعد الآن، صلِّي لكي تتحرَّر من هذا الرّوح الشِّرير. لأنَّه إذا بقيَ في قلبك، فلن تكون قادرًا على رؤية لطف الربّ. لا تبدِّد هذه الفرصة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز