رسالة اليوم

06/04/2024 - لا تثير الغضبَ الإلهي

-

-

«هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبْتُهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا، فَهَا هِيَ خَرِبَةٌ هذَا الْيَوْمَ وَلَيْسَ فِيهَا سَاكِنٌ

(إرميا2:44)

إنَّ الربَّ صالحٌ ونقيٌّ وكاملٌ، لكنَّه يسمح للعدوِّ أن يضطهدَ من لا يطيع وصاياه، على الرُّغم من أنه ساعدهم سابقاً وشُفوا وخلصوا برحمتهِ. لكن بصفتهِ قاضيًا صالحًا، فهو لن يحفظ من لا يريد أن يَحفظَ نفسه، أو يحمي من لا يبالي بما يُمكن أن يحدثَ. أناسٌ مثل هؤلاء استبدلوا محبّة الله ورعايته بالخراب الرَّهيبِ.

لم يصحِّح شعبُ يهوذا أموره، رغم أنَّهم رأوا ما حدث لمملكة الشِّمال التي فضّلت خدمة الشَّياطين. لقد تمَّ أسرُهم من قبل الآشوريين، وأصبحَ شعبُ يهوذا عبيدا في بابل. من يزدري الربَّ يستبعد نفسه من قوّته الحامية، وفي نفس الوقت يفتح نفسه على قوى الشّر وإرادة العدوِّ المنحرفة. ارحَم يا ربُّ!

الأرضُ المزدهرة التي أخذهم الربُّ إليها ستتحول إلى صحراء، ولن يعيش فيها أحدٌ بعد الآن. هذا تحذيرٌ للمؤمنين الذين يعيشون حياة الخطيئة. عندما يستيقظون، سيكون الوقت قد فات. قد يؤدي عناد الخطيئة إلى المعاناة في أيدي الأرواح الشِّريرة. كثير من النَّاس الذين خلصوا عانوا من نفس الهجمات التي عانوا منها قبل نوالهم الخلاص.

إنَّ الشَّر الذي قام به سكان يهوذا، مثل حرق البخور لإلهٍ غريب، استثار غضبَ الربٍّ، فسمح لهم بأن يُستعبدوا. من الواضح أنَّ هذه الآلهة غير موجودة. وهم شياطينٌ في الواقع. أولئك الذين يستسلمون للدَّعارة والخطايا الأخرى ينحنون لهذه "الآلهة" الغريبة، وبالتَّالي لا ينجحَ شيءٌ في حياتهم، وسيكون الأسوأ بعد الموت.

أرسلَ العليُّ عبيده الأنبياء، الذين لم يناموا (آية ٤) ليحذروا النَّاس من أن يفعلوا مثل هذه الأشياء. ولكن نظرًا لأنَّهم لم يستمِعوا إليه، وانخدعوا بحياة عبادة الأصنام السَّهلة، فقد استسلَموا للشَّياطين التي أحبُّوها. انظر إلى ما فعلتَه وارجع إلى الله بالتَّوبة.

يغضبُ الربُّ عندما يُرسل رسلاً لتحذيركَ من خطأكَ، وبدلاً من قبول التوبيخ تنغلق على نفسك ولا تستمِع إليه. هناك بعضُ النَّاس الذين يُسلمون أنفسهم أكثر للخطيئة، ممَّا يجعلهم بالتأكيد يذوقون المرَّ بسببِ موقفهم. يُعطي اللهُ الإذنَ لتأديبك لأنك ترفض الاستماع إلى صوتهِ.

لا تثير الغضبَ الإلهي أبداً، فعندما يقول الربُّ أنَّ طرقك ليست صحيحة، فهو في الواقع صديق حقيقي. لانك إذا بقيتَ في الخطيئة، فإنَّ معاناتك ستكون أبدية. اتَّخِذ قرارًا بعدم التَّعرض للإغراءات، وقرِّر طاعة الربِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز