-
-
فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي»
(مرقس ١: ٤٠)
جاء إلى يسوعَ بعد الموعظةِ على الجبل أبرصٌ، قائلاً له إنَّه يقدر أن يشفيه إذا كان يريدُ. فكان جوابُ السيِّد مملوءاً بالتحنُّن، كما جاء في (مرقس ٤١:١) بحسبِ نسخة ( الترجمة العالميَّة الجديدة). ثم سمعَ ما أراده للحصول على تلك البركة لكنَّه فضَّل التصرُّف مثل الناس المتديّنين. لم يكُن عليه المجيء إلى السيِّد لأنَّه سبق وقد فعل ذلك بسماعه للكلمةِ. فطلب منه جاثياً على ركبتيه وقال: "إن أردت". إنَّ الإيمان الذي تلقَّاه كان كافياً لشفائه.
لقد تصرَّف يسوع بموجبِ رأفةٍ عميقة، وغِضبَ من شرِّ تعالم البشر التي تفرض على الناس التذلُّل من أجل المثولِ أمام الله. لكن في الواقعِ إنَّ ما يسرُّ الربَّ هو أن نسلكَ بالإيمان. فلن تنال شيئاً من الأعالي إذا طلبت وحاولت أن تباركَ الله، بل إذا تعلَّمت كيفيَّة الحصول على ما هو لك، ومن ثمَّ اشكر الربَّ على الاستجابة.
لا ينالُ العديدُ من الناس شفاءهم وغفرانهم ونجاحهم أو أيَّ بركة أخرى بسبب عدم تصرُّفهم بحسب ما يقوله الربُّ. وبعد نوال الإيمان عليك أن تأمرَ الشرَّ بمغادرة حياتك وآمن بحصولِ ما تنطق به. وبالتالي، كلُّ ما تقوله سوف يتمُّ (مرقس ٢٢:١١-٢٣). فإذا قبلت يسوع كمخلِّص أصبحت ابناً لله ووريثاً مع المسيحِ في كلِّ ما يخبرنا الآبُ أنَّه لنا.
يقولُ الكثير من المبشِّرين بعد مشاركتهم رسالة الإيمان مع الناس بأنَّ الله بالتأكيد سوف يعمل في وسطهم. وهذا خطأ فادحٌ، ومن المحتمل أنَّه لن يحصلَ بسبب عدم إيمانهم كفايةً بما يكرزون به أو لأنَّهم لا يثقون بأنَّ الآب يسمع لهم. فيجب على كلامنا أن يكون فقط "نعم" أو "لا" (متى ٣٧:٥). وعندما يتصرَّفون بمثل هذه الطريقة ينهون بذلك التأكيد على ما يأتون به من خلالِ كلامهم، وهذا أمرٌ يُغضب الربَّ!
لقد غضبَ يسوعُ أيضاً عندما رأى الصَّيارفة وباعة الحَمام يجعلون من بيتِ الله مغارةَ لصوص. وبالرَّغم من كون الكهنة والكتبة والفريسيّين وشيوخ الشعبِ غيورين على حفظِ يوم السَّبت، إلا أنَّهم لم يكترثوا بأمرِ التِّجارة في البيت المقدَّس. وحينما رأى المعلِّم هذا الأمر، تناول سوطاً وحطَّم ما تمَّ استخدامه في الهيكل لأغراضٍ غير مقدَّسة. وما يزال يفعل ذلك إلى يومنا هذا.
لقد أنارتْ الكلمة التي كان يعلِّم بها يسوعُ في كفر ناحوم امرأةً عانت من مشكلة خطيرةٍ في عمودها الفقري. ولمَّا رآها بغيرِ الوضع المُعتاد، ناداها وقال لها إنَّها تحرَّرت من ضعفها. وللوقت لم تفعل شيئاً، لكنَّ الربَّ مدَّ يده وشفاها. الأمرُ الذي أغضب رئيسَ المجمع. ومن ثمَّ أغضبت ردةُ الفعل الشريرة هذه يسوعَ ووصفه بالمرائي، لأنَّ فعل الصَّلاح أهمُّ جداً من القوانين الدينيَّة.
لعلَّنا أيضاً نثير سخط المخلِّص، لذلك علينا أن نتَّخذه كمثالٍ يُحتَذى به. فقد دعانا المسيحُ لفعل أعماله لا أعمالنا. ومن ثمَّ أعطانا روحه لكي نشفي المرضى ونُطلق الأسرى. وإذا لم نفعل ذلك، فلن نكون خداماً أمناء.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز