رسالة اليوم

31/03/2024 - أغَاظوا عينيْ مجدهِ

-

-

لأَنَّ أُورُشَلِيمَ عَثَرَتْ، وَيَهُوذَا سَقَطَتْ، لأَنَّ لِسَانَهُمَا وَأَفْعَالَهُمَا ضِدَّ الرَّبِّ لإِغَاظَةِ عَيْنَيْ مَجْدِهِ.

(إشعياء ٣: ٨)

يُخبرنا الكتابُ المقدَّس أنَّ كلَّ من يثبت في الربِّ لن يسقط أبداً (١ كورنثوس ١٢:١٠)، لكنَّ يهوذا سقطتْ. فالبرَّغم من أنَّهم كانوا ملكيَّة خاصَّة للربِّ، لكن بسبب سلوكهم غير اللائقِ تمَّ تسليمهم للعدوِّ لعلَّهم يتعلَّموا كيفيَّة احترام العليِّ. حصل ذات الأمرُ مع الكثيرين الذين بعد تحوَّلهم ظنّوا أنفسهم كاملين لكنَّهم اشتركوا بطرقٍ مختلفةٍ مع الشيطان.

لا يُخطئ أحدُهم بمحضِ الصدفة لكن لأنَّه أصغى للشرّير. لقد جرَّب إبليس يسوعَ، لكنَّ السيّد أعطانا مثالاً عن كيفيَّة الهروب من عروضهِ من خلال استخدام المكتوب. لذلك، اِشهد بالكلمة عندما تقع في التّجربة وهكذا لن ينجح عملُ إبليس في حياتك. إلا أنَّه لن يتوقَّف أبداً عن تجربتك، لذلك أعلن ما تمَّ توثيقه في الإنجيل ناطقاً بكلامِ الله.

لقد تمَّ التنبّؤ بحادثتَين حزينتَين في تاريخِ اليهود قبل حدوثهما، وهما: عثرةُ أورشليم وسقطةُ يهوذا. فقد فعل بنو إسرائيل آثاماً عدَّة لإغاضة عيني مجد الربِّ. لو أنَّهم أطاعوا ناموس القدير لما ارتكبوا كلَّ ذاك الشرِّ في عينيه. هل يجوز إغاضة الربِّ بتصرُّفاتك؟ فإنَّه الآن يريد أن يرى شعبه منتصراً على إبليس.

إنَّ الشيطان لا يهمَّه سوى أن يجعلك عديم المسؤوليَّة، وبالتالي كلُّ الذين يقودهم سيختبرون الألم بسبب تصرُّفهم بهذه الطريقة. لطالما أرسل الربُّ أنبياء عدَّة مرات لتحذير شعبه، لكنَّهم فضَّلوا السلوك في الظلمة. فكلُّ الأشخاص الذين يتجاهلون ما يقوله الربُّ وبالتالي يفعلون عكسَ وصاياه يختمون على إدانتهم، الأمرُ الذي حصل مع المخلَّصين في جميعِ أنحاء العالم. لذلك، كانت هناك رجاسات في وسط القدّيسين.

ومثلما يرتكب الإنسانُ الزنا في التَّفكير الشّهوانيّ تجاه شخصٍ آخر، فإنَّ الذين يشتركون معه يطيعون الشيطان ولا يطلبون التوبة، يضعون بذلك أنفسهم تحتَ سلطته. لذلك، اِحذر لأنَّ الشيطان يحارب بكلِّ قوَّته لإبعاد البركات عن المخلَّصين، ويحاولُ فعل ذلك معك أيضاً. وسيكون يوماً تعيساً اليومُ الذي تبتعد فيه عن الآب.

لقد كانت كلماتُ الإسرائيليون وأفعالهم موجهةً ضدَّ الربِّ، لذلك لم يكن باستطاعتهم النّهوض. لذلك، غيِّر كلماتك ومواقفك وقلبك، لأنَّك إذا استمرّيت بالسّير في طريق الشرِّ، فسوف تكونُ ضحيَّته التالية. وكخادمٍ لله، توقَّف عن اشتهاء شخصٍ غير شريكِ حياتك ولا ترغب حتى بعملِ علاقة حميميَّة معه، ولا حتى في ذهنك لأنَّها بالنسبة ليسوع نفس خطية الزنا.

لعد علمَ بنو إسرائيل أنَّهم يبتعدون عن الله، لكنَّهم خُدعوا من العدوِّ في جعلهم يظنون أنَّ الربَّ ليس بصارمٍ كما يقول الكتاب المقدَّس. وبالنِّهاية، لم يواجهوا مشكلةً في فعل أمور صغيرة شريرة. لذا، اتَّبع القداسة وارفضْ وجود الشيطان في أيِّ زاوية من قلبك، لأنَّ كلَّ ما يأتي منه هو من أجل هلاكك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز