رسالة اليوم

28/03/2024 - الشَّرطُ الأساسيُّ للبركةِ

-

-

فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ.

(التكوين ٣٥: ٢)

خطَّط أولادُ يعقوب إخوةُ دينة بعدما اغتصبها الشابُّ شكيم بن حمور للانتقامِ من أجل شرفِ العائلة بعد تلكَ الحادثةِ (تكوين ١:٣٤-٢) وفي ضوءِ هذا الموقف، تلقَّى يعقوبُ إرشاداً من الله وهو أنْ ينصب مذبحَ بيت إيل ويطلب من عائلتهِ وعبيده التخلُّص من الآلهةِ الغريبة، لأنَّها من الممكن أن تعيقَ الرّحلة التي يجب أن يخوضوها إلى المكانِ الذي حدَّده الربُّ. لذا، ابنِ مذبحاً في بيتِ إيل خاصَّتك؛ أي "كلمة الله" في المكانِ الذي أعلن فيه اللهُ لك عن نفسهِ.

بنبغي أن يفعلَ شعبُ يعقوب ثلاثةَ أمور، وهي: إزالةُ آلهتهم الغريبة وتطهيرُ أنفسهم وتبديلُ ثيابهم. واليومُ هذه الرّسالة رمزيَّة بالنسبة لنا. فإنَّ كلَّ الذين يأتون من دياناتٍ أخرى يجلبون معهم دائماً أشياءً من معتقداتهم تُعيقهم بشكلٍ كبير. فإذا لم يقدِّموا أنفسهم بسرعةٍ فقد يستخدموا تلك الأشياء عن غير قصدٍ فيعانون من الهزيمة أثناء المِحن والمصاعب.

هناك أناسٌ كثر يجب عليهم أيضاً تخليص أنفسَهم من "الآلهةِ" التي يقدِّرونها ويعبدونها بسريَّة في قلوبهم، مثل الدعارة والزنا والمرارة، وما إلى ذلك. فلا تسمح لهذه الرموز والأشكال والممارسات الفاحشة بأن يكون لها مكانٌ في قلبك، لأنَّك إذا أُلهِمت وامتلأت بها فسوف تعطي إبليسَ مكاناً. وهذه الشرورُ تأتي بشرورٍ أخرى، وبالتالي تكون عرضةً لضررٍ عظيم تسبِّبه لك أجناد الشرِّ.

لقد كانت الآلهةُ الغريبة عنصراً من عناصرِ عباداتهم، مثل راحيل نفسها زوجةُ يعقوب التي أخذتها من أبيها مما سبَّب لها مشكلاتٍ في حياتها (تكوين ٣٤:٣١)، يكتسبُ بعض الناس أو يفعلون أموراً مبغضَة بأعينِ الله أو الذين يعبدونه. هذا وإنَّ تلك "الأصنامُ" تملك مغناطيس قويّ يجذب الشياطين فتسبِّب ضرراً عظيماً، لذلك يجب أن يتمَّ تكسيرها وتحطيمها وطردها وعدم نقلها للآخرين أبداً.

يجب عليهم تطهيرُ نفوسهم لكي يعمل الربُّ لخيرهم، لأنَّه من الممكن عرقلة العمل الإلهي إذا كان هناك شخص في الوسط فاتحاً قلبه للأمور الشرّيرة. في الحقيقةِ هذا ما حدث للأشخاص الذين لا يزالوا يمتلكون أشياءً شريرة ورغباتٍ خفيَّة. إنَّ الخلاص الذي أتى به يسوع هو خلاص كاملٌ، لذلك تخلَّص من كلِّ ذلك الشر.

عليهم أيضاً أن يبدلوا ثيابهم لكي لا تأثِّر الأمورُ الدنيويَّة في حياتهم، وتسيءُ إليهم في نظر الناس ونظر الله أيضاً. وقد قال يسوعُ إنَّه إذا لم يحضرُ أحدهم العرسَ في ثيابٍ مناسبة فسوفَ يُطرح في الظلمة الخارجيَّة، مما يعني الهلاكُ الأبدي (متى ١٢:٢٢-١٣) لماذا تحتفظ بالأشياء والذكريات الشيطانيَّة وتتمسَّك بها طالما أنَّها أمور مضرَّة؟

إنَّ الكلمةَ التي تكلَّم بها يعقوبُ لعائلته والذين معهم هي نفسها التي علَّم بها المسيحُ في أيَّامه على الأرض. وبما أنَّك ملح للأرضِ ونور للعالم، فيجب أن يزيد برُّك على الفريسيّين والكتبة (متى ٢٠:٥) لكي تدخلَ إلى ملكوت السماوات.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز