رسالة اليوم

26/03/2024 - لحَظاتٌ هامَّةٌ

-

-

لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ، وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ.

(إشعياء ٥٤: ٧)

يتعرَّض المخلَّصون للتَّجربة للحظةٍ وجيزة، وعلى الرَّغم من عدم استسلامهم للخطيَّة إلا أنَّهم يحزنون ويعانون كثيراً. وهذا أمر جيِّد لأنَّه يثبت محبةَ لله وإكرامه فوق كلِّ شيء. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الذين يخضعون للشَّهوات ولا يتوبون عنها قد يستخدمهم الشريرُ بطريقةٍ دنيئة ووحشيَّة. لذلك، لا تسمحْ للشَّهوة بأن تتملَّك في قلبك ولا تقبلها مثل شيء ثمينٍ.

نحن نجهلُ سبب تعرُّضنا لتجارب مريبة، لكنَّنا إلى جانب ذلك نعلم أنَّ كلَّ الأشياء تعملُ معاً للخيرِ للذين يحبُّون الله (رومية ٢٨:٨). بالإضافةِ لذلك، أن تحبَّ المسيح يعني أن تحفظَ وتطيعَ وصاياه (يوحنا ٢١:١٤)، والذين يفعلون مثل هذا سوف ينالوا إيماناً شجاعاً وقويَّاً. وهذه هي الطريقة التي يجب على أولاد الله ربحها: إرضاؤه. وإلَّا فإنَّ السماح للشيطان بالتغلُّب عليك هو إنكارٌ ليسوع.

لعلَّ مدَّة التجربة تبدو لنا غيرَ متناهيّة، لكنَّها بالنسبة للربِّ لحظة. لا يكمن أن نقع في الخطأ أثناء التعرُّض للتَّجربة، ففي أحيان كثيرة لا يكون بسببنا، لكن عدم الإكتراث لـ "كلِّي العلم" يشبهُ دعوة إبليس لإحداث الفوضى في حياتنا. لذا، اهربْ من الخطية، وصلِّ من أجل النَّجاة من التَّجربة لكي لا تسقط فيها.

تحتوي الآية على رسالةٍ رائعةٍ: يجمعنا الله. ممَّا يعني أنَّنا لن نتعرَّض دائماً لفخاخِ إبليس. يجب علينا أن ندرك بأننا سنتعرَّض للتجارب دائماً، لكن ينبغي ألَّا نسقط فيها أبداً، لأننا لو سقطنا ولم نتُب، فسوف نعاني من هلاكٍ أبديٍّ. يقول الكتاب المقدَّس من يظنُّ أنَّه قائم فلينظر ألَّا يسقط (١ كورنثوس ١٢:١٠) لذلك، يجب على المرءِ أن يكون حذراً جداً في لحظاتِ التجربة.

أن تُترك من الله يعني أن تنفصلَ عن النور وتمشي في الظلام، لكن لأنَّ يسوع ذهب إلى أبوابِ الجحيم للتغلُّب على الشيطان، فإنَّ النور الإلهي الذي يسكن فيكَ سيمنحك القوَّة لكشفِ قناع إبليس وملائكته وأن تستعيد القوَّة التي سلبها منك. فلا تنتظر لأيِّ لحظة أكثر من تلك، لأنَّك إذا أصغيت للعدوِّ فسوف يتغلَّب عليك. انتهز الفرصة وقِف باسم يسوع واتّكل على الربِّ وانتهر المُجرِّب.

ابتهج! فإنَّ رحمةَ الله المدمجة بالرأفةِ أبديَّة لك، وأمسك بيده ولا تفلتها. وهكذا ستصبح مباركاً كما أرادك الله أن تكون. وسيكون مستقبلك مشرقاً في الربِّ لأنَّك فيه تملك القوَّة والسلطان لعدم السَّماح للشيطان لاستخدامِ حياتك. فانتهر العدوَّ وأْمره بالابتعاد.

لا تنسَ أنَّ المسيح فاديك ولن يتركك بين يدي العدوِّ. وآمن بمحبَّة الله لك لأنَّها الحقيقة. ثمَّ إنَّ القرار االذي ستّتخذه سيغيِّر مجرى حياتك إلى الأبد، وأخيراً عندما تصبحُ ابناً لله، تصبح بذلك وارثاً في المسيحِ (رومية ١٧:٨).

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز