رسالة اليوم

25/03/2024 - شَقاءُ حَياتيْ

-

-

قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي

(أيوب ١٠: ١)

أدَّى إهمالٌ طفيفٌ إلى وصول أيوب لفقرٍ كبير. فقد خسر ممتلكاته الماديَّة وأولادَه وصحَّته، وغالباً خسر خلاصه أيضاً. دعونا نفحصُ ما حدث مع أبي المؤمنين هذا، حتى إذا هُوجمنا من قبل قوى الشرِّ ندرك متى وكيف حدثَ تقصيرنا. وبهذه الطريقةِ لن تطالنا اللعنة. قد يكون هذا العذابُ ليس نتيجةَ بعض الإساءة التي سبّبناها لشخصٍ آخر، ولكن نعم لأنَّنا سمحنا بالتفكير الخاطئ للدخول إلى أذهاننا.

لم يكن أيوبُ يعرف سبب وقوعهِ في يد العدوِّ، فقد ظنَّ أنَّ الله يعاقبه بلا سببٍ حتى يلومه على المصيبةِ التي حلَّت به. لكنَّ القدير صالحٌ وحكيمٌ لذلك يرغب أن يخلِّصنا من الخطايا، واليوم هو المحامي الذي يحامي عنَّا لنتصالحَ معه قبل أن نغادر الحياة. لا تتردّد في فتح قلبك للهِ، مخبراً إيِّاه عن كلِّ الحقيقة معترفاً بخطاياك.

غالباً لم يعانِ إنسانٌ آخر مثل أيوب. وعلى الرَّغم من أنَّه لم يكن لديه تفسيراً لمصاعبه فقد كافح من أجل إلغائها من حياته، وقاتلَ بكلِّ قوَّته لتحرير نفسه من ذلك الضيق. والآن، إذا كنت تتعرَّض لهجوم خبيث، فلا توفِّر أو تحصر إعلاناتِ الكلمة، لأنَّك معها ومن خلالها ستعرف ما سبب تلك التَّجارب، وبهذه الطريقةِ ستفهم كيفيَّة التخلُّص منها نهائيّاً. فالله يحبُّك.

لقد تحدَّث أيوبُ بتصريحاته عن ثلاثةِ أمور، ولأنَّه علم أنَّ المشكلة لم تكمن به، ظنَّ أنَّ الله يعاقبه بطريقةٍ ظالمة. نتصرَّف أحياناً بنفس الطريقة عندما نتكلَّم بلا تفكيرٍ ونلوم الآبَ على ما نعاني منه، ولا نصلِّي حتى من أجل الإعلان لنا عن الدافعِ الحقيقي لمثل هذه الشدائد التي حلَّت بنا. إنَّه من المهم البحث عن السَّبب وراء ما حلَّ بنا وعن منفذِ الخروج من هذا الظرف.

لقد أقرَّ أيوبُ بأنَّ نفسه كرهت حياته. فتصرَّفٌ كهذا يبعدنا عن محضر الله. لكن فقط اعبدهُ بفرحٍ (مزمور ٢:١٠٠) حتى لو كان كلُّ شيء ينهار من حولك، لا تدع نفسك تكره حياتك. وفي أيِّ ظرفٍ كان، لا تدع العدوَّ يستولي على أغلى ما لديك، وهو إيمانُك بالمسيحِ.

سمح أيوبُ بأن يسودَ الحزن عليه. مما جعل الأمر يبدو كما قال بأنَّه أشبه بسفينة صغيرة تحرِّكها التّيارات، منتظراً ليرى أين سينتهي بها الأمر. لذلك، انتقِ كلماتك بعناية حتى في وقتِ الصلاة، لئلاَّ تنطق بما لا يجبُ عليك قوله لكي لا تهلك نفسك إلى الأبد. واسأل اللهَ أن يضعَ حارساً على باب شفتيك لكي تحذر من قول أمورٍ تسلِّمك إلى يد إبليس (المزمور ٣:١٤١).

وأخيراً، أعلن أبو المؤمنين بأنَّه سيتحدَّث عن مرارة نفسه. لذا، لا ينبغي عليك فعل ذلك أبداً، لأنَّك بكلامك تتبرَّر وبكلامك تُدان (متى ٣٧:١٢). عليك فقط أن تتكلَّم بالفرح الذي منحك إيَّاه الرُّوح القدس، وأيضاً بما يتوافق مع الكتاب المقدَّس. وبالنهاية، مجِّد القدير ولا تتذمَّر حتى في أثناءِ صلاتك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز