رسالة اليوم

17/01/2017 - عَمَلُ وتَأثِير الْعَدالةِ الإلهِيةِ

-

-

وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَماً سُكُوناً وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ (إشعياء 32: 17).

تَحقّقت عَدالةُ اللهِ بالرَّبِّ يَسُوع في الجُلجثةِ، وهي تَتحققُ أيضاً في كُلِّ لحظةٍ نؤمنُ فيها بالكلمةِ. وعند تَنفيذهَا تُثمر شَيئين: أوّلاً تَعملُ على إعطائِنَا سلاماً؛ وثانياً بالعملِ بِها بإيمان، تُعْطينا سُكُوناً وَطُمَأْنِينَةً.

لِذلكَ لا يَنبغي عَلى المَسيحي أن يَعيشَ فَاقداً للأملِ، وأخيراً، لا شَيء يَمنعُ عَملَ العدْل الإلهي من أجلِك. فإن كُنتَ لا تَشعرُ بالسَّلام؟ وتَجدُ صُعوبةً في أخذِ قِسطٍ من الرَّاحةِ، وأنتَ لا تَشعرُ بالأمانِ أيضاً؟ فَهذا يَعْني أنكَ ممن يَمنعونَ عَملَ العَدَالةِ الإلهيةِ في حَياتِهم - هو البُرهانَ المُقدّس، على حُب اللهِ لنَا من خِلالِ الرَّبُّ يَسوع على الصَّليبِ - ودَفع ابْنُ الله الثَمنَ الذي وضَعهُ ألآبُ عَليهِ عندمَا صَارَ بدلاً عَنا، وأَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا (إشعياء 53: 4).

فَعدالةُ الرَّبِّ القَدير تَعملُ أيضاً عِندمَا، نُؤمن بِكلمتهِ، ونَطلبُ أن يُباركنَا. وعِندمَا نَنتهرُ الشِّريرَ الذي يُهاجِمُنا، فَنحنُ نَحكمُ على العَدوِّ ونُمارسُ حُقوقنَا في المَسيحِ.

فَالعملُ البَسيط بِالإيمانِ بِما حَدث لأجْلنا في الجُلجثةِ، يُهدئُ قُلوبنَا. لكِن، مَنْ لا يُمارسُ حَقهُ كابْنٍ للرَّبِّ العليّ، يَعيشُ بلا سَلامٍ في قلبهِ. حَتى وإن كانَ شَخصاً يَعرفُ الكِتابَ المُقدسَ، ويَعرفُ أيضاً العَملَ الذي تَمّ تَنفيذهُ لأجلِهِ، ولكنهُ لا يُطالبُ بِهِ، فليْسَ لهُ الحَقَّ في العَطيةِ المَجانيةِ التي اشتَراهَا الرَّبُّ يَسوع بِدمهِ من أجْلنا.

هُناك مَبدأ يُستَعملُ في عَالمِ القَضاءِ يَقول، أنَّ القَانونْ لا يَحمي منْ يَخالفونهُ أو يَفْشلونَ في تَطْبيقهِ – وهَذا أيضاً يُمكنُ تطبيقهُ في الإيمانِ. والآن، أَخي وأُختي، سُؤالي لكُم هو: هَل حَياتُكَ مَقْلوبةً رأساً على عَقِب؟ لا تَستسلم، ولكنْ ضَعْ العَدالةَ الإلهيةَ في التَنفيذِ لاِنتهارِ العَدوِّ، وأرغِمْهُ على إطاعةِ أوامرِكَ، وعَدمِ العَودةِ مَرةً أُخرى. وبِلا شك أيّ شيءٍ نَطلبهُ باسمِ يَسوعَ سَيكونُ لنا بِشرط أن يَتماشَى مع كلمةِ الرَّبِّ. خُذ قُوتكَ من الرَّبِّ، وعَدالتَهُ سَوفَ تُوفرُ لكَ السُّكُون وَالطُمَأْنِينَة في حَياتكَ.

 

نَعرفُ الآنَ أنّ الذي هو مِنَ الله، لا يِنْبغي أن يَفقد الأملَ بأيَّةِ حَالةٍ. بَل عَليهِ أن يَأخُذَ مَكانتهُ في المَسيحَ، ويَتخلّصَ من جَميعِ ما يُضايقهُ بِقوةٍ، سِواءَ كَان في الجَسدِ أو الرُّوحِ، أو في النَفْسِ، في العَائلةِ، أو في الحَالةِ المَاليةِ، أو في أي مَجالٍ آخر في حياتِهِ.

والأفَضلَ من كُلّ شيءٍ، هو أن يَثبُتَ في هَذا إلى الأبدِ. وفي أي مَكانٍ أنتَ مَوجودٌ فِيهِ ومَهما كَانت ظُروفكَ ، فَعملُ العادلة الإلهية لنْ يَتوقفُ الرَّبُّ عنْ فِعلهِ، في حَياةِ المُؤمنينَ بِهِ. ولكنْ، نَستطيعُ أن نَرى أن في انعِدامِ السَّلامِ وغِيابِ السُّكُون وَالطُمَأْنِينَةِ دَليلٌ واضِحٌ بأنَّ عَدالةُ اللهِ لا تَعْمل.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز