رسالة اليوم

18/03/2024 - عمليَّة البركة

-

-

لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ.

(مرقس24:11)

الصَّلاة هي لحظة شركة حميمة مع الله وحلول لكلِّ مشاكلنا. يحدث ذلك عندما تتلامس أرواحُنا مع العليّ. خلال هذا اللقاء نعبّر عن اعترافنا بالله ونخبره كم نحبّه وبروح الإيمان نكشف أسئلتنا ونعترف بأننا نؤمن بوصاياه. ولكن إذا قلنا كلَّ هذا، ولم نتصرَّف كما تم التأكيد عليه، فلن يحدث شيءٌ.

أحيانًا لا نصل إلى علاقة حميمة كاملة مع الله الأبدي والوحيد بسبب ما يدور في أذهاننا. لأننا مرتبطون بالمشاكل أكثر من الكتاب المقدَّس، لذلك نواجه صعوبة في الشُّعور بأننا مرتبطون بالآب. لذا كلّ ما نطلبه لن يكون أكثر من مجرَّد كلماتٍ لا تجلب صفة الإيمان. يجب أن نصلّي كما صلَّى يسوع: بثقة. ولكن لكي يحدث هذا يجب علينا أن نتصرَّف بإيمان دون أدنى شكّ (متى 21:21، 22).

عندما نشعر أننا في محضر الربّ، نتأكد من أنه لا شيء أبداً على الإطلاق، سيفصلنا عنه. هذه هي اللحظة التي يجب أن نقرِّر فيها أنَّ الوعد الإلهي محفوظ. بهذه الطريقة سنشعر داخليًا بأنَّ صلواتنا قد سُمعت. يمنحنا الإيمانُ الذي نتلقاه عندما نتأمل في الكتاب المقدَّس اليقين أنه ليس هناك أدنى احتمال لعدم الاستجابة، بمجرَّد أن نعرف لن تفشل كلمة الله أبداً.

عندما تدرك أنَّ الربَّ قد انتبه لِما طلبته، صدِّق أنَّ طلبك سيحدث لأنَّ لا شيء يمنعه من التصرُّف (إشعياء13:43) بينما تتبع القواعد المنصوص عليها في مرقس، الفصل 11، الآيات 22 و23 ستشعر أنك قد أوفيت بجميع المطالب الكتابية التي هي بسيطة جدًا ويسهل تنفيذها. في اللحظة التي يُمنح الإيمان لنا، ينتهي دورُ القدير في عملية الشِّفاء، أو في أيّ عمل آخر.

يمكنك أن تصلّي بالطريقة الصَّحيحة ولكن ما لم تؤمن أنّ صلواتك قد سُمعت، فلن تستطيع القوَّة الإلهية أن تتدخل لتعطيك النَّصر، لأن ملائكة الله يطيعون كلمته فقط. السَّير وفق الإنجيل يعطي النَّصرَ. هذا ما فعله يسوع عندما تشفَّع للناس وأعلن شفاءهم. إنه يعلم أنه من المستحيل على القوَّة السَّماوية ألَّا تعمل لصالحهِ، طالما تحرك بالطريقة الصَّحيحة.

أولئك الذين يُكملون جميع الخطوات في صلاة ناجحة بشكل جيد، ولكن لا يعتقدون أنّ الله قد سمِع لهم، بالتأكيد لن يحصلوا على الاستجابة. من الأهمية بمكان أن نواصل الإيمان لأنه إذا لم يكن الأمرُ كذلك، فسنكون مثل بطرس في بحيرة طبريا عندما مشى على الماء. لم يبدأ في الغرق بسبب الأمواج القويّة، فحتى أثناء الهدوء الأعظم سيكون هذا مستحيلاً؛ غرق لأنه شكّ في إيمانه (متى 14: 28-31).

الإيمانُ دليلٌ على أنك لا تتعامل مع شخص غير مسؤول ولكن مع كائن محبّ يسعد بأن يمنح كلَّ ما يطلبه أبناؤه. لا توجد حدود للصَّلاة باسم يسوع. لذلك عندما تطلب، لا تنس أن تسأل عن كلِّ ما تحتاجه، لأنَّ الكائن الذي يجيب شخصاً واحداً، يمكنه الإجابة على الكلّ. بالنهاية هو إلهنا وأبونا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز