رسالة اليوم

14/03/2024 - العودة إلى قراراتك

-

-

بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ.

(مزمور5:119)

ربما لم تتعلَّم أبدًا ما هي مخافة الله - احترامه أو ربما تكون قد تعلَّمتَ ولكنك لم تنتبه أبدًا إلى فوائد هذه الطاعة العميقة. طرقُ الربّ ليست رائعة فحَسب، بل مليئة بالبركات من جميع النواحي. عندما ينمو المرءُ في الإيمان، فإنه يشارك في كلّ ما يمتلكه ملكوت الله الغني جدًا. لذلك، حتى لو كنت تمرُّ بأوقات عصيبة، ابقَ أميناً.

لقد ألقيتُ محاضرة حول هذا الموضوع في بعض الأماكن التي وعظتُ فيها ورأيت أناساً مندهشين ممَّا تعلَّموه وما تلقّوه بعد صلاة الإيمان. كثيرون قالوا إنهم لا يستطيعون أن يتخيَّلوا أبداً أن الله كان صالحٌ معهم لدرجة أنّه عمل الكثير من العجائب. حتى في الكنائس حيث يتم تعليم الإيمان باجتهاد، وبقدر ما يبدو أمرًا لا يصدَّق، فإنَّ موضوعًا هامًا مثل هذا لا يُكرز به كما ينبغي.

يُحتمل أنَّ كاتبَ المزمور كان مهملاً وبعد فترة قصيرة بدأ يتصرَّف كإنسانٍ طبيعي. ولكن بعد أن عانى من بعض المِحن، أدرك أنه كان عليه أن يعيد النظر في طرقه لأنَّ قراراته كانت تأخذه بعيدًا عن البركات الإلهية. بسبب هذا الانفصال لم يَعد يُستجاب له، وبالتالي لم يَعد ينتصر. من المهم جدًّا أن يعيد الصَّالحون بانتظام التفكير فيما فكَّروا به وقالوه وفَعلوه حتى لا يقعوا في التَّجربة.

ولمَّا رأى صاحبُ المزمور سببَ القلق الذي أربَكه، اتَّخذ قرارًا سليمًا: أن يرجع إلى شهادات الربِّ. وهكذا اختبر الحرّية التي هي جزء من خطة الخلاص لكلِّ من يقبل المَسيح. إذا كنت تحضر الخدمات بانتظام، فأنت تعلم أنه قبل وقتٍ طويل من موعد التّجربة، فإنَّ الله القدير سوف يحذِّرك من خلال وعّاظِ الكلمة من أمورٍ آتية. تذكَّر ما قيل لك وسِر بحرية في الحياة.

للأسف، عندما يقرأ أو يسمع شخصٌ ما شرحًا لآية من الكتاب المقدَّس، فإنّه يفهم ما أعلنه الله من خلال هذه الكلمات. في اللحظة التي يحدث فيها هذا، يتلقى القارئ الشَّهادة من فم العليّ وعليه أن يتولى ما قيل له. إذا حدث هذا لك، حتى لو مرّت سنوات عديدة، فإنَّ الكلمة لا تتقدَّم في العُمر ولا تضعف. وبمجرَّد أن تتذكر الدَّرس، طالب به وسيتم تسليمك إيَّاه في موقعه.

لن يسمحَ لك القديرُ أن ترى ما وراء الحِجاب إذا لم يكن للقيام بعملٍ معيَّن في حياتك. خُذ على مَحمل الجدّ كل ما تمَّ الكشفُ عنه لك وفي موقف مهيبٍ، بكلِّ قوَّتك، تمسّك وطالب به، لأنه لا يقول شيئاً بدون داعٍ، ولكن بغرض تسليمك. إذا حدث شيءٌ ما سمعته من الله في هذه اللحظة بالذات، فاطلبه، لأنَّ الربَّ أحيا الوحيَ لك لتنال هذه البركة في هذه اللّحظة تماماً.

حوّل خطواتك- قراراتك- إلى طريق الخالق بينما لا يزال هناك وقتٌ. عندما ترى النُّور يلمع بقوَّة أمام وجهك، ادعو الحقيقة كما هي، وبغضّ النظر عن صعوبة الموقف، لا ترتجف ولا تتراجع حتى مليمترًا واحدًا (عبرانيين10: 38-٣٩) تعال يا جنديّ الربّ تقدّم! بعزمك الذي لا رجوع فيه، اجعل الله فرحاً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز