رسالة اليوم

13/03/2024 - عملُ من لديهِ عينٌ سخيَّة

-

-

اَلصَّالِحُ الْعَيْنِ هُوَ يُبَارَكُ، لأَنَّهُ يُعْطِي مِنْ خُبْزِهِ لِلْفَقِيرِ.

(الأمثال9:22)

لا يكفي مجرَّد إلقاء نظرة على وعود الله، بل يجب على المرء أن يحملَ توقعات، مؤمنًا أنَّ الربَّ سيُظهر شيئًا ذا قيمة، وبهذا ستُحلُّ مشاكلك. يبارك الله فيك حسب نظرتك إليه. إذا كنت تعتقد أنه يعالج الصُّداع فقط، فهذا كلُّ ما ستحصل عليه. ولكن إذا كنت تعتقد أنه يستطيع علاج السَّرطان وغيره من الأمراض المستعصية، فهذا ما سيفعله في حياتك، القدير كبيرٌ بقدر ما تقبله في حياتك.

أولئك الذين ينظرون بازدراء إلى ما يظهر لهم يومًا ما، يتجاهلون النِّعمة ويحبُّون اللَّعنة؛ الأمرُ الذي سوف يجلب عليهم سلسلة من الشُّرور. من ناحية أخرى، فإنَّ الذين لديهم توقعات كبيرة بشأن ما سيفعله الربُّ لصالحهم سيحصلون بالضَّبط على ما كانوا يتوقعونه أو يأملونه. من لديه عينٌ كريمة وتوقعات كبيرة وإيمان بأن الربَّ يستطيع أن يصنع عجائب رائعة سيحصل على رضى الربِّ. ستكون بركاتهم بحجم إيمانهم.

وفقًا ليسوع، إذا كانت عيون المرء بسيطة، فستكون أجسادهم نيّرة، ولكن إذا كانت عيونهم شرّيرة، فستكون مظلمة. (متى 6: 22، 23) ممَّا يدلُّ على أنَّ نوعية الاهتمام الذي توليه للكلمة ستكون كنوعية الاهتمام الذي يعطيه لك. لا تقلِّل ممَّا يمكن أن يفعله المَسيح في حياتك، لأنه لا يوجد شيءٌ عظيم لا يمكن فعله (إرميا27:32). سيكافئ الذين يسمحون للحرّية المطلقة بالعمل في حياتهم.

أن تكون لك عين كريمة يعني أن تنظر إلى ما يقوله الله عن الضَّالين ومن ثم تعطي الخبزَ للفقراء سواء كانوا فقراء في الموارد المادية أم لا. حتى لو كان شخص ما مليارديرًا، من خلال عدم إيمانه بيسوع، فهو ليسَ سوى فقير عارٍ وبائس. إذا كان أحد أبناء الله يحبهم ويخدمهم، فيؤمنون بالكلمة، فإنَّ كلّاً من الفقير والغنيّ سوف ينعم بالأشياء الجيّدة، بحيث يتفاجأ كلاهما بصلاح القدير.

في زمن يعقوب، أثناء الحُلم، كشفَ الله له ما فعله حتى يغني عبده، لأنَّ لابان كان قد تآمر بذكاء عليه. لذلك عندما غيّر والدُ زوجة يعقوب راتبه، ودفع من الخراف المرقطة، أزال الله الرِّغبة في الإنجاب من الغنم المخطَّطة، متجنِّباً ولادة تلك الخراف. وعندما غير لابانُ المبلغ المدفوع إلى الخراف المخطَّطة، كان الله يفعل الشَّيء نفسَه (تكوين 30).

لا يُمكننا أن ننظر إلى ما يفعله الضَّالين بصفتنا ورثة للوعد، لكن نعم يُمكننا أن ننظر إلى يسوع، رئيس إيماننا ومكمّله. (عبرانيين 12: 2) لذلك لا تدع العدوَّ يستخدم نظرتك؛ إذا سمحتَ له فسوف يخدعك تمامًا لأنه خبيثٌ. اعتبِر نفسك بركة صنعها الآبُ. إذا كانت لديك أفكار سيِّئة النيَّة، فتحدث إلى الربّ، وكما تحكم في ذكور الماعز بحسب مدفوعات لابان ليعقوب، فسوف يتحكم فيك أيضًا بشكلٍ مباشرٍ.

أريدك أن تفكر في وصيَّتين إلهيتين. أوّلاً ألا تحبّ النوم لئلَّا تفتقر. ثانياً، افتح عينيك كي تتغذى على الخبز الحقيقي. ركز انتباهك على الوعود حتى يغطيك الله بعطاياه ويفي بكلِّ ما وعد به لصالحك. كُنْ ذلك الشَّخص الذي خطط لك الله أن تكونه: يعقوبٌ جديدٌ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز