رسالة اليوم

10/03/2024 - مصائدُ الشِّرير

-

-

في مَعْصِيَةِ الشَّفَتَيْنِ شَرَكُ الشِّرِّيرِ، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَخْرُجُ مِنَ الضِّيقِ

(الأمثال 13:12)

إنَّ تعدّي الشَّفتين لا ينبثق فقط ممَّن ينطقون بكلام البَذاءة والأكاذيب والحِقد، ولكن أيضاً في الَّذين لا يعترفون بالكتابُ المقدَّس، ولهذا السَّبب لا يحصلون على المُساعدة الإلهيّة أبداً. عندما يتحدَّث هذا الشَّخص كما يتكلم الرِّجال، يصبح قولُه شركًا يربط الآخرَ بالعدوِّ. إذن، يقع هذا الشَّخصُ في فخٍّ خبيثٍ من خلال هذا الخطأ الصَّغير والخطير، فالعواقبُ الرُّوحية لعدم الاعتراف بالحقّ أعظم ممَّا نظنُّ.

المسيحيُّ الذي يعترف بأيّ شيء آخر غير ما يُعلنه الكتابُ المقدَّس، يتكلم بالسُّوء تجاه الآخرين ولا يبارك الذين أساءوا إليه، ويخالف بلا شكّ ناموس الحرّية- الإنجيل- وبالتالي كلُّ شيء يعمل ضدَّه (يعقوب12:2) تحقق ممَّا إذا كان هذا هو الحال في حياتك، وإلا تمَّ القبض عليك من قبل الصَّياد ولن تستطيعَ تحرير ذاتك بنفسِك.

انتبه لِما تقوله عندما تتعرَّض للهجوم من قبل القوَّات الجهنَّمية. فإذا لم تعبِّر عمَّا هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس، فإنَّ كلماتك سوف تسجنك. كثيرٌ من النَّاس لا يستطيعون شفاء أو إنقاذ أنفسِهم من الظلم، أو كسب معارك الحياة، حتى المعارك البسيطة، لأنّهم لا يتحكَّمون فيما يقولونه. ولهذا هم أسرى كلام أفواههم.

لن تتمكَّن من النُّطق باسم يسوع عندما تكون شفاهك غير نظيفة، وعند استخدامِك للمفاهيم الدّينية، وعندما تتحدَّث كإنسان عادي، وليس كأقوال الله. بالإضافة إلى ذلك، لن تخدمه كما فعل إخوتنا في الماضي الذين ذُكروا كأبطال الإيمان. (عبرانيين 11) إذا لزم الأمر، اطلب من الله أن يرسل ملاكًا مُمسكاً بجمرة من على المذبح ليمسَّ بها شفتيك. (إشعياء 6: 6-7)

أولئك الذين يتملَّقون بشفاهِهم، ويتحدَّثون بشكلٍ شرّير وقلوبهم خالية من الحضور الإلهي، سيرون أنَّ كلماتهم قد قلَبَها الربُّ. لا يمكننا إلّا أن نعبِّر شفهيًا عمَّا يعطينا أن نقوله وليس ما نرغب في قوله. لذلك اطلب من الله أن يرسل ملاكاً ليقف حارسًا عند باب شفتيك (مزمور 141: 3) ومن لا يتحكم في عباراته يجب أن يتوسّل للربّ كي يفعل هذا له.

كلام شفتي الربّ يحفظك من دروب الشّيطان. ويعمل كدواء لجسدك، ومسحةٍ لروحك وسلام لنفسك؛ لهذا لا تسمح للشَّر باستخدامك. استسلم للرُّوح القدس، الذي سوف يعطيك رسالة لا يستطيع أحدٌ أن يقاومها. كلُّ من يخدم الربَّ لن يُخدع أبدًا. ولكن من يتمرَّد على المبادئ الإلهية سوف يخجل. (مزمور 25: 3)

تصمتُ كلُّ شفاه مخادعة تتكلَّم ضدَّ الذين يخدمون الله. عندما يتعيَّن على هذا الشَّخص أن يكون أميناً للتَّخلص من أرواح الشرّ، سيكتشف أنه حتى لو حاول بجهدٍ كبير، فلن يكون قادرًا على قول ما يجب قوله. كرِّس نفسك لله وسوف تقول الحقيقة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز