رسالة اليوم

16/01/2017 - اَلرَّبُّ يُقيِمٌكَ ويُعَضِدٌكَ

-

-

اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ (مزمور 145: 14).

يا لهُ من إعْلانٍ! كُلّ من يَقعُ في الخَطأ لا يَتركهُ الرَّب، لأنّ مَحبتهُ أعظمُ من مَشاعِرِ الحُزنِ التي يُمكنُ أن يَشعرَ بِها أحدُ الآباءِ، عِندَ رُؤية ابنهِ يَنحرفُ بَعيداً عن الطريقِ. الْمُنْحَنونَ أيضاً ليْسوا مَتروكينَ ولا يَبقوا كَذلكَ إلى الأبدِ، إنمَّا سَينتصِبوا ويَثبتوا بَالرَّبِّ القدير.

يَجبُ أن نُؤمنَ بِمَا تُعلّمنا إيَّاه الكَلمةُ: فالله حَقاً، هو الأبُ المُحبُّ الذي لا يُسَرُ بِرؤيةِ ابْنائهِ يَقعونَ في الحُفرةِ. وفي هَذهِ الرِّسالةُ من الإنْجيلِ، يُبيّنُ لنا الرَّبُّ العَليّ، أنّهُ لا يَتخلى عنْ الذينَ آمَنوا بهِ يَوماً، ولكنهُم سَقطوا في الخَطيةِ. وهَذا الإعلانُ غَايةٌ في الأهميةِ، ويَجبُ أن نَتذكّرهُ دَائماً، وخُصوصَاً لو انحَرفَ أحَدُنا، وحَاولَ الشَّيْطانُ أن يَجعلهُ يَتخلّى عنْ إيمانِهِ بالرَّبِّ. فكُلُّ شَخصٍ يَسقطُ في الخَطيئةِ، يَجبُ أن يَثقَ بأنه ليْسَ مَتروكاً من الآبِ، بَلّ مَحْبوبَاً. وهَذا يَعني أنّ الرَّبَّ صَالحٌ جداً، ولا يَتخلّى عنْ خاصتهِ.

المَحبةُ الإلهيةُ تَفوقُ حُزن الآبِ عِندما يَسقطُ أبْناؤهُ في الخَطيئةِ. وبِلا شكٍ، هو يَنتظرُ أن يَرجعوا إليهِ. ولِذلك، فَهو يَقفُ بِجانبهم ولا يَتركُهم أبداً، لأنّهُ لو تَركهم، يَعلمُ ما سَوف يَحدثُ لهُم بسبب قوى الظلامِ، وسوف يَضطروا لمُواجهتها بِمفردهم، وهو يَعلمُ أنهُم سَيخوضونَ مَعارك شرسةٍ مَعهَا، قد تُؤدي بهم إلى المُوت الأبَدي. فَالرَّبُّ لا يُريدُ لأحدِ أبْنائهِ أن يتعرَّضَ لهذا، بل يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (1تيموثاوس 2: 4).

فلو فَعل الرَّبُّ كالإنْسانِ، لكانَ تَرك من أنكرَهُ وذَهبَ عنهُ بَعيداً. حَسناً، ولكنَّ الرَّبَّ لا يُفكرُ بِهذهِ الطَريقةِ. بل يَفعلُ كُلّ شيءٍ من أجلِ أبنائهِ الذينَ ضَلّوا، لكي يَرجُعوا إلى حَضْرتهِ، وهَو قَادرٌ على أن يُقيم ويُعضدَ كُلَّ السَاقطين، وهو وعَدَ أن يُعطيهم إلهاماً وحِمايةً، ويفتحُ لهُم كُلَّ الأبَواب، ويَقودهُم ويُفعلُ كُلَّ شيءٍ، من أجلِ أخراجِهم مِن هَذا الكَابوسِ الذي وقَعوا فيهِ، وهُم عَليهم أن يُسرعُوا بالعودِة اليهِ، والتّواصل مَعهُ وذَلك من أجلِ خِيرهم. إلاّ أنَّ البَعضَ مِنهم، يَتركونَ أنفسهُم يُقادونَ بِواسطةِ أمِير الظُّلمةِ، ويَرفضونَ جَميعَ الفُرصِ بالعودِة إلى الرَّبَّ. فلا تقَلقوا، وفَقط تأكدوا بِأنَّ الرَّبَّ سَيعملَ كُلُّ مَا يَلزمُ لكي يُقيم المُنحنيين، إلا اذا هُم رَفضوا مُساعدةَ الرَّبِّ، وظَلّوا على هَذه الحَالةِ.

فالرَّبُّ القَديرُ لا يَشاءُ أن يُصيبنَا أيّ ضَررٍ، بل يُريدُنا أن نَربحُ الأبدية. فَلا تَهتم بِمَا تُعلمهُ الطُوائفُ أو العَقائد الأخرى، فكُل مَا هُو مُختلفٌ عَمّا يُعلّمنا إياه إلهنا يَجبُ أن يَكونَ مَرفوضاً. لذلك، بالأولىَ الخُضوعُ أمَام الحَقِ. وعَلينا فَقط أن نُؤمن بما تَقولهُ الكلمةِ وبِتعليمهِ، لأنَّها هي البُرهان الوَحِيد والأكيد، الذي نَعتمدُ عَليهِ. وكأب حقَيقي ومُحب، لا يَشعرُ الرَّبُّ العليّ بِأي سُرور بِضلال أحدٍ (حزقيال 33: 11). وفي هذَه اللّحظةِ، يَتوجهُ الرَّب نحَوكَ لكي يُقيمكَ مًنتصباً، منتصراً. فَلا تُضيّع فُرصتك!

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز