رسالة اليوم

02/03/2024 - تعجُّب النَّبيّ

-

-

فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.

(يونان ٣: ٥)

بإمكانِ كلمة الله تغيير الناس. لأنَّها بلا شكٍّ كمطرقةٍ تحطِّم الصخر. لكن فقط القلب القاسي لا يشعر بالتحوُّل عند تلّقي تعاليم الربِّ. ثمَّ إنَّ بعض الناس لا يتغيّرون لأنَّهم يحبُّون الظلمة أكثرَ من النور. وهو لأمرٌ محزن، وهناك أناس متَّجهون إلى الهلاك الأبدي، لأنَّه على الرغم من معرفتهم بما سيعانوه إلا أنَّهم ما زالوا يتصرَّفون كما لو كانوا مخدَّرين.

من الممكن أن تكون كلمةُ الله مرحباً بها بالنسبةِ للأشرار، إذا وجدنا المكان المناسب لها لتعمل، حيث يستخدمها الروحُ القدس ليجري تغييراً كبيراً، بحيث يتمُّ تقديس هؤلاء الناس بوقتٍ قصير. وبكلِّ تأكيد إذا تمَّ استخدام هذه "المطرقة المقدَّسة" بقيادة القدير، فإنَّ الذين يقاومونها اليوم سيتركون طرقهم الرديئة عندما ينالوا الاستنارة. لقد ذُهل يونان من طريقة تجاوبِ أهل نينوى مع رسالته.

يعلم الله الأسباب وراء كلِّ شيء، وكلُّ ما علينا فعله هو إعلانُ الرسالة الإلهيَّة، تاركين العمل يتمُّ بواسطته. وفي ظروفٍ عدة، لا تكون نتيجة كرازتنا مثل كرازة يونان. لكن بعد عدَّة سنوات، نسمع عن شخصٍ كان مقاوماً جداً، أو كان يظهر عليه عدم الاكتراث للكرازة بالإنجيل، يتحوَّل إلى الربِّ. إنَّنا خدامٌ وكلُّ ما يمكننا القيام به هو الثقة بالقدير وإتمام مهمَّتنا.

يحقُّ لكلِّ الأمم سماع رسالة الملكوت السَّارة، فإنَّ الله لا يفرِّق بين الناس (أعمال الرسل ٣٤:١٠). إذا كنَّا نرغب أن نصبح خدَّاماً، فيجب أن نكون إنسانيِّين، وبشكل خاصٍ مع الذين يضطهدون ويقتلون إخوتنا وأخواتنا. لأنَّ الذين لا يقدِّرون قيمة النفس، يتمنّون الموت للأشخاص الذين يقاومون البشارة السَّارة. فلا ينبغي على هذا الفكر أن يتملَّك في قلب المؤمن المخلَّص!

إنَّ الصوم الذي نادى به أهلُ نينوى يدُّل على توبتهم. فالتوبة انتجت تصرُّفات، مما يدلُّ على أنَّ الشخص أنكر الشيطان ورجع إلى يسوعَ. يقول الكتاب المقدَّس إنَّه يجب على التائب أن يظهر ثماراً تليق بتوبته. لاحظ ما يفعله اللهُ في قلوب الذين تخدمهم وبعد رؤيتهم يسيرون في "الطريق"، لا تتخلَّى عنهم. لأنَّهم قد يضلّوا بسبب عدم نضجهم الكافي.

ليس هناك تحوُّل بلا تغيُّر حقيقيِّ لطريقة العيش. حتى لو كانت تصرُّفات الشخص الحالية مخزية، فالعمل الذي سيعمله الله فيه عظيمٌ. يجب أن يدرك زارعُ "البذار الصَّالحة" أنَّه سيتمُّ إرساله إلى الذين يأسرهم العدوُّ. وبالتالي، لا يجب على المبشِّر الخوف عندما يعلم أنَّ الشرير يستخدمهم، لأنَّ العديد من الناس يطيعون اقتراحات إبليس المُشينة.

جهِّز نفسك لتكون أداةً بين يدي القدير بطريقة لم تتخيّلها من قبل. وهكذا، سترى كم بأمكان الربِّ العمل من خلالك. فالعالم يحتاج إلى أناسٍ يعيشون الإيمان المسيحي. وبالنتيجة، سيترك الضالّون آثامهم.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز