رسالة اليوم

29/02/2024 - معرفةُ اللهِ

-

-

فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا

(مرقس ١١: ٢٩)

يجبُ على مروّجي كتب "البذرة الصَّالحة" أن يتعرَّفوا على "الراعي الصالح" مع تجنُّب تضييع الفرص. لأنَّنا عندما نتواصل مع كلمةِ الله، يلمس كلِّي المعرفة قلوبنا. فإنَّ كلام الربِّ للبركة وليس للدينونة، لكنَّه في أحيان كثيرة يبكِّتنا لكي لا نُدان إلى الأبد بسبب حقيقة إصغائنا للعدوِّ.

لا يوجد شيءٌ أفضل من أن نكون مُقادين بالروح القدس، وبالتالي نكون ناجحين. فنحن نملك شهادة الربِّ فينا من خلال كلمته. لكن إذا سرنا خارج نطاق الخطَّة الإلهية، فسنحزن سريعاً. لذلك، عندما تشعر بلمسة الله، ارجع إلى الطريق الذي عيَّنه لك.

إنَّ السُّؤال الذي سأله الكهنة والكتبة والشيوخ يظهرُ أنَّهم يعرفون أنَّ الله كان يعمل من خلال ابنه. والآن، كانوا يقفون أمام الله بذاتهِ، لكن لسبب غير معلومٍ، تجاهلوا تلك الحقيقة. فيخدع إبليس العديد من الناس لكي يقاوموا القدير. وعوضُ عن الصدق، يبتدعون سؤالاً بديلاً لإنكارِ عيوبهم.

لم يخبر السيِّد بأنَّه سوف يخفي عنهم الحقَّ، لأنَّه كإله لن يخفيه عن أيِّ شخص يرغب بمعرفته. ولأنَّه أدرك حقدهم، اختار أن يظهر لهم مصدر قوَّته، وأيضاً لأنَّهم تكلَّموا عن معمودية يوحنا التي رفضوها، على الرَّغم من معرفتهم بأنَّها كانت من الله. لو أنَّهم قالوا الحقَّ، لقال لهم يسوع إنَّ مصدر القوة التي كانت ليوحنا للقيام بالعمل هو نفسه الذي استخدمه.

من المُحتمل أنَّ أولئك الناس أصيبوا بالإحراجِ، مدركين في أعماقهم أنَّ الذكاء البشري لا يُقارَن بالسيد الجليليّ. في الحقيقةِ، وُجب عليهم الاعتراف بأنَّ يسوع كان من الله وأنَّ الأعمال كانت إلهية وأنَّ قوته كان مصدرها الروح القدس. لكن مع الأسفِ، تصرَّفوا بدافع الشرِّ كأشخاص يرفضون السجود للآب.

كان من الواضح أنَّ مجموعة الرجالِ المسؤولين تلك عرفت جوابَ يسوع قبل أن تسأله حتى. فإنَّ المصدر نفسه الذي استخدم يوحنا يستخدم الآن الربَّ للشَّهادة عن الحقِّ. لكن لأنَّهم لم يريدوا قبول مشورة الربِّ، بقيوا في آثامهم. انظر ماذا تجيب عندما يسألك الله أمراً، لأنَّك بكلامك تتبرَّر وبكلامك تُدان.

لم تُرد السلطةُ الحاكمة أن يتكلَّم السيد بالحقِّ، لكن أن يتفوَّه بالبُطل في الردِّ عليهم. وهذا الأمرُ يرينا عدم إخلاصهم واكتراثهم بحقيقةِ أنَّ السيد هو الله. فقد أرادوا فقط الاحتفاظ بوظيفتهم الدينيَّة. لذلك، لا تتعدَّ بفعل أمورٍ مخالفة للإيمان، لأنَّ الردَّ سيكون صارماً.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز