رسالة اليوم

27/02/2024 - افعلْ كما تقولُ الكلمةُ

-

-

فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً ِللهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.

(يونان ٣: ٣)

لقد فعلَ أخيراً النبيُّ الغاضب الصَّواب، لأنَّه علم أنَّ طول أناة الربِّ لن تدوم إلى الأبد. وهذا بمثابة تحذيرٍ للذين يمارسون الخطيَّة. إذا كانت أبوابُ السماء مغلقة فسوف تضلُّ إلى الأبد. وبالتالي سوف تصلِّي وتصرخ إلى الربِّ عبثاً. بالنسبة للعذارى الجاهلات قال لهم المالك إنَّ القرع على الباب لن يُجدي نفعاً، لأنَّ الفرصة قد انتهت. انتبهْ وصلِّ!

توقَّف عن العيشِ في الخطية! ولا تؤجِّل هذا القرار للغدِ، بل افعله الآن! فإنَّ عدم الاحترام والأخذ بعين الاعتبار سوف يمنعانك من استقبالِ البركات. وبالتالي، عندما تكون بحاجةٍ، سيكون قد فاتَ الأوان حتى ولو صرخت بكلِّ قلبك. لقد ذكر بولسُ عن الرجل الوقائعي، وحذَّر الشخص المسبّب للانقسامِ مرةً واحدة، ثمَّ حذَّره مرة أخرى. وبعد ذلك، لم يفعل معهم شيئاً (تيطس ١٠:٣).لذا، ابتعد عن الإثم لكي تنجو من الموت الروحي وعواقبه.

يقفُ البعض لفعل أمور يظنّون أنَّها صحيحة. فقد فعل يونانُ ذلك من قبل، لكن بعدئذٍ، نهض لإتمام الأهدافِ السماوية. ما من منفعةٍ في فعل ما اعتدتَ عليه فقط لتثبت إمكانياتك، لأنَّ الله يريد أن يراكَ تسلك بوصاياه. وعندما تطيعه، تجد أنَّ مهمَّتك كانت أفضل شيء حصل لك. فالآب رؤوفٌ ورحيم.

اذهب إلى "نينوى"، لأنَّه هناك حقلك للعمل، المكان الذي يجب أن تتكل فيه على معونةِ الربِّ دائماً. الذين يفعلون ما يسرَّهم، يعتقدون في بعض الأحيان بأنَّهم يقدِّمون خدمةً لعمل الله، وبالتالي يكتشفون أنَّه لم يسدُّ فعل ذلك إلَّا شهواتهم الجسديَّة غير النافعة. يرفض القدير إرادةَ الإنسان، لكنَّه يسرُّ بالذين يفعلون ما يقوله.

افعل كلَّ شيء بحسب الكلمة، وهكذا ستنال تسديدَ احتياجاتك. يأتي الإرشاد بشكلٍ تلقائيٍّ للذين يملكون أهدافاً صالحة، لأنَّ الروح القدس يقودك إلى الحقِّ. حينما تكون مُقاداً بحاذفير الأمور، لن تنحرف عن "الطريقِ". يجد كلُّ الذين يخضعون للقدير بأنَّه لن يتخلَّى عن عبيده ولن يتركهم وحيدين في التجربة.

كانت نينوى مدينةً عظيمةً، ضالَّة وعلى وشكِ الاستسلام للهلاك، لكنْ أحبَّ الله شعبها. هناك العديد من المدن حول العالم مثل نينوى، لكن يوجد القليل من العاملين الذين يحبُّون الربَّ، مستعدّين لخوض التضحيات لجلبِ شعب آخر لنينوى إلى الملكوت. فلا تختَر المكان الذي تخدم الله فيه، لكن اتبع الإرشاد الذي يمنحك إيَّاه وستجد الربَّ هناك.

لا يهمُّ كم يبدو الطريق طويلاً، لكن أن تسلك فيه بمعونة من الربِّ، فاعلاً ما يسرَّه. ليس هناك شيء أفضل من الشعور بقيادة القدير في كلِّ خطوة. من جهةٍ أخرى، الذين يفعلون بحسب إرادتهم ضمن عملِ الربِّ سيكونوا في مأزقٍ. تخلَّص من أكاذيب إبليس من خلال خدمة الربِّ وحده.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز