رسالة اليوم

23/02/2024 - ما يقولهُ اللهُ

-

-

ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلاً

(يونان ٣: ١)

لقد خافَ يونان وهربَ بعيداً عندما تكلَّم اللهُ إليه للمرّة الأولى. وفي المرّة الثانية، طاعَ وأنجزَ العمل. قبل مجيءِ المسيح، تكلَّم الله إلى الأنبياءِ بواسطة الأحلام والرؤى، فسجَّلوا تلك الرُّؤى في الكتاب المقدَّس. واليومُ، يتكلَّم اللهُ إلينا من خلال كلام الإنجيلِ، وليس بغرضِ التلقين بل لنفهم مشيئته وأن ننجزَ واجباتنا. يكمنُ سرُّ الانتصار في الإصغاء إلى إرشادات الربِّ وتحقيقها.

تفرحُ روح الإنسان من خلال الإصغاءِ إلى تعليم الكلمة، فلن يدعو الربُّ أحداً ما لم يباركه. وإذا قال الربُّ شيئاً مرَّتين فلأنَّ الأمر مستعجلٌ، وبالتالي يجب عليك أن تتصرَّف سريعاً. فليس من الجيِّد أن تُخزي كلِّي العلم مدَّعياً أنَّ ما يقوله مستحيلٌ، لأنَّ القوة والنعمة تُمنحان للذين تمَّت دعوتهم لمهمةٍ معيَّنة. كلُّ ما يحتاجه الربُّ منك هو أن تؤمنَ، فبهذه الطريقة يُريك مجدَه. لأمرٌ مجدٌّ أن تطيعه.

يجذب الله أحياناً انتباهنا لأحداثٍ عاديَّة، وفي العديد من الأوقاتِ يتكلَّم بشكلٍ مباشر. وبحكمته يصنعُ الجهد اللازم، وبذلك تستطيع أن تكون البركةَ التي ينوي أن تكونها. فحتى لو كنت لا تعرف كيفيَّة تنفيذ ما طُلب منك، باشر بالعمل، لأنَّه مكتوب: "فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ." (متى ١٣: ١٢). لذا، لا تتخذ الكلمةَ عبثاً، بل مثل كلامِ القدير.

من الجيّد قبول ما تمَّ إعلانه والتأمُّل به. لأنَّك عندما تتلقَّى رسالة الربِّ الموجَّهة إلى قلبك، تُصبح تلك الأخيرة نوراً لسبيلك (مزمور ١٠٥:١١٩) والسلوكُ في النور لا يجعلك تعثُر. لاحظ أنَّ كلا النور والظلام يملكان الوقت نفسه للعملِ من أجل منفعة أو ضرر البشر، لكنَّ الإنسان يحدِّد بنفسه قرارَ السير في طريقٍ معيَّن أو في آخر. وكلُّ الذين ينحرفون عن "الحقِّ" يدركون أنَّهم اتَّخذوا قراراً خاطئاً، وبالتالي هم فقط المسؤولون عن أخطائهم.

من الجيِّد دائماً أن تركّز على ذلك في صلاتك، سائلاً الآبَ أن يحقِّق مشيئته بالكامل، وعندما تفهمها فسوف تلهمك. ثمَّ إنَّ خطط القدير تفوقُ فهمنا، لذلك صلِّ وانتبه لما يقوله لكَ، وبهذه الطريقة سوف تزوِّد فهمك بمعلوماتٍ لم تعرفها من قبل. واعرف أنَّ الحياة مع يسوع مباركة.

من خلال معرفة هدفِ الله لحياتك، قرَّر أنَّه سيظهر للنور. ومن خلال المطالبة بما تمَّ إعلانه لك سترى أنَّ الله يفي بوعوده. لذلك، لا تتأخَّر عن التمسُّك بما قِيل لك من خلال كلمة الله، بل ركّز عليه واجعله جزءاً من حياتك. وهكذا، سيُعطى لك أكثر، لأنَّ الربَّ لا يتوقَّف عن مباركتك. فقط الشجاع هو من يحصل على ملكوت الله!

إنَّ جعل كلَّ ما قاله الله لك أمراً واقعاً يتوقَّف عليك. فاِعمل دائماً واثقاً به، ولا تزِح بنظرك عنه. فإنَّ العليَّ أمين ولا يُخزي كلَّ من يصدِّقه (عبرانيين ٢٣:١٠). وكُن محارباً مطيعاً وحتى لو جعلك كلُّ شيء تفعل الأمور بشكل مختلف، لا تنسَ أنَّ كل ما علينا فعله لنرى مجد الله هو الإيمان.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز