رسالة اليوم

20/02/2024 - شروط دخول المَلكوت

-

-

اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ».

(مرقس15:10)

أمرٌ جميلٌ أن نرى البراءة والإيمان الموجودين في الطُّفولة. يتعامل الأطفالُ بلطف وبساطة، ولا يتوقعون الشَّر أبدًا، رغم أنَّ بعض النّاس قد يكونون خطرين. لا شكَّ أنَّ الأطفال يتمتَّعون بحماية إلهيَّة خاصَّة لأنَّ ملائكتهم يرون وجه الربّ دائماً (متى10:18). حقيقة أنَّ يسوع أخبر تلاميذه أن يدعوا الأطفال الصّغار يأتون إليه، تدلُّ على أنَّنا يجب أن نوليهم اهتماماً خاصّاً.

لن يُقبَل أحدٌ في ملكوت الله إذا أُخِذ بالحسَد أو الحقد أو الاقتراحات الشِّريرة. لكي يخلص المرءُ يجب أن يكون له قلبٌ نقيٌّ. فلن يُعاين الربَّ إلَّا أنقياء القلب وفقًا لكلام المعلِّم (متى 5: 8) والطريقة الوحيدة التي يُمكننا بها تطهير أنفسِنا هي أن نؤمن أنَّ يسوع قد تألم وأخذ آثامنا ومعاصينا على عاتقهِ (إشعياء 53: 5). لذلك فإنَّ موقفنا الصَّحيح هو الإيمان بما فعله مخلِّصنا من أجلنا.

اسمح للرُّوح القدس أن يهيِّئ قلبك لقبول دعوة السَّيد للدُّخول وامتلاك الملكوت الذي تمَّ إعداده لنا منذ تأسيس العالم. (متى34:25). السَّهر الدَّائم هو من أسرار عدم إضاعة فرصة لقاء الربّ عند مجيئهِ (متى 24:42) والذين لا يلتفتون إلى التحذيرات الكتابية يتعثرون. ولا يدركون أنَّهم يجب أن يكونوا مختلفين عن الآخرين

هناك حقيقة هامَّة أخرى إضافة لضرورة تشبهك بالأطفال للدُّخول إلى ملكوت الربِّ الرَّائع، يجب أيضًا أن تكون قوياً لمقاومة التَّجارب وعدم الانجرار إلى أكاذيب العدوِّ. على الرُّغم من أنَّ كلّ شيء قد يشير إلى أنَّ بعض الأفعال الخاطئة لها ما يبرِّرها، فلا تنخدع، لأنَّه وراء كلِّ تفسيرٍ خاطئ للكلمة يتربّص أمير الظَّلام. اثبتوا في المسيح.

إنَّ الذي يؤمن بالله القدير يتقدم على طريق الخلاص. وبتنفيذ كلِّ خطوة من خطوات التوبة، تبتهج روحُك، لأنَّ كلَّ خطوة تخطوها نحو الله، يسيرُ هو في اتِّجاهك. ما عليك سوى التمسّك بما أُعطي لك في يسوع كي تنتصر. إذا لم تطبق الإيمان على موضوع خلاصك، فإنَّ الشَّيطان سيُبقيك دائمًا مستعبدًا لأكاذيبهِ.

عندما قال الربُّ أنَّ الذين لم يصيروا مثل الأولاد لن يدخلوا ملكوت الله، أرى أنه كان يلبّي حاجتنا للجهاد حتى لا نسمح للرّفق ولطف القلب بالتَّأثير علينا. الآن هذا شرطٌ مسبق ليس فقط لأن تصبح جزءًا من بيته، ولكن أيضًا للبقاء فيه. ليس علينا أن ندفع أيَّ ثمن مقابل السَّعادة الأبدية؛ يجب علينا ببساطة أن نؤمن.

أخيرًا، إذا أشرق الإيمان بالمسيح في قلبك، فسوف يقبلك الربُّ كأحد أفراد عائلته. من الآن فصاعدًا لن تكون هدفًا لأعمال الظَّلام. بقبولك ليسوع كمخلِّص، فإنك تحصل أيضًا على القوَّة لتكون ابن الله! عِشْ هذا الواقع!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز