رسالة اليوم

19/02/2024 - صعوبات الدُّخول إلى ملكوت الله

-

-

فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!
(مرقس24:10)

إنَّ ملكوت الله قد مُنِح لجميع الناس، إلَّا أنَّ هناك بعضُ الجماعات لن يدخلوا فيه إلَّا إذا أصلَحوا طرقهم. من بينهم، أولئك الذين يثقون في الثروة- كما حذَّرَ يسوعُ؛ القدرات المالية أو الفكرية أو غيرها. القدير لن يشارك بيته مع أيِّ وثنٍ أو سيِّد.

سوف يُمنعُ الكثيرون من الدُّخول إلى ملكوت الله في اليوم الأخير مهما كانوا متديّنين أو واثقين من خلاصِهم. لذلك حتى قبل صدور الدَّينونة، لن يتمكَّن الذين لم يمتثِلوا للمطالب الكتابيّة من الوصول إلى الحقوق التي يتمتَّع بها مواطنو السَّماء. يجدرُ بنا أن نتذكَّر أنَّ ملكوت الله ليس طعامًا ولا شرابًا.

يُمكن العثور على قائمة بأولئك الذين لن يدخلوا إلى هذا المكان الرَّائع في الرِّسالة الأولى التي أرسلها بولسُ إلى أهل كورنثوس، الفصل 6، الآية 10لاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ، ولكن بما أنَّهم غُسِلوا بدم الحمل، فقد تمَّ قبولهم.

علَّمنا بولسُ أنه يجب أن نجتازَ الكثير من التَّجارب والمِحن لنتمكَّن من دخول ملكوت الله (أعمال الرس22:14). لهذا فهم ليسوا مؤهَّلين ليكونوا من بين مفديي الربّ، أولئك الذين يتنازلون، أو يتظاهرون كالسِّياسيين لتجنُّب اتخاذ الموقف أو فقدان فرص التصرُّف مثل خدَّام الربّ، والهرب من الاضطهادات التي تأتي في كثيرٍ من الأحيان على الَّذين يحبُّون الكلمة.

يعلنُ الكتابُ المقدس أنَّ الذين يستسلِمون لأعمال الجسَد: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ، عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ، حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، لن يدخلوا ملكوت الله (غلاطية 5: 19-21)، والذين لا يمكن أن يتلوَّثوا بمحبَّة هذا العالم.

أثنى الرَّسول على صبر أهل تسالونيكي وإيمانهم، وهو ما كان دليلًا واضحًا على دينونة الله العادلة. قاده هذا إلى اعتبارهم مستأهلين له، حيث عانوا كلِّ الاضطهادات والضِّيقات (تسالونيكي الثانية 1: 3-5) في أيام الرَّسول بولس كان هناك خادمٌ أحبَّ العالم الحاضر وترك الإيمان (تيموثاوس الثانية 4: 10) بعد أكثر من ألفي عام هل يستطيعُ ديماس أن يقول إنَّ قراره الطائش كان يستحقُّ العناء؟

تحقَّق ممَّا إذا كان هناك شيءٌ ما يمنعك من أن تكون جزءًا من العائلة الإلهية؛ إذا فعلتَ ذلك، فاطلب الغفران والخلاص. إذا لم تقم بإصلاح طرقك، فلن يُسمَح لك بالاستمتاع بالسَّعادة الأبدية، وبعد ذلك، ماذا سيكون لك بعيدًا عن الرَّاحة في الربّ؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز