رسالة اليوم

16/02/2024 - مواطن ملكوت الله

-

-

لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ».

(لوقا28:7)

لا يُمكن أن يُعادل أيُّ مواطنٍ في العالم يوحنَّا المَعمدان نظراً لأهميتهِ، حتى لو كان رئيسًا لأمَّة عظيمة. كان ابنُ زكريا واليصابات أعظمَ نبيٍّ لله. لكن من يقبل يسوعَ كمخلِّص، وبالتَّالي يُصبح عضوًا في ملكوتِ الله، لديه الفرصة ليفعلَ أكثر من الصَّوت الصَّارخ في البرّية. (يوحنا23:1)

كان يوحنّا متقدِّماً أمامَ المخلِّص ولهذا حصلَ على غطاءٍ لا يُمكن تصوُّره. وبسبب هذه المَسحة جذبَ النَّاسَ من جميع أنحاء اليهودية لسماعهِ في البرِّية، وبعد ذلك عمَّدهم في نهر الأردنّ. لكنَّهم لن ينزلوا إلى المياه إلَّا إذا اعترفوا بخطاياهم أوَّلاً وعلناً. لو لم يكنْ متمتِّعاً بالسُّلطة الكبيرة لَما حدثَ هذا.

يبرزُ الكثيرُ من النَّاس في مجال الرِّياضة والإيمان والفنون وجميع المجالات الأخرى للمعرفة الإنسانيَّة، وهم قدوةٌ لنا. ولكن من بين كلّ ما يصنعُ لنا بعضَ الخير، لا يمكن لأحدٍ أن يساوي يوحنا. إنَّ من يحفظ الوصايا، ويوجِّهه العليم، يمكنه أن يفعل أعظمَ منهُ إلى جانب هذه الأهميَّة.

يجبُ أن نلاحظ ما قاله المَسيح عن الّذين قبلوه كمخلِّص وعن يوحنا المعمدان. أعلنَ السَّيد أنَّ الأصغر في ملكوت الله أعظم من الذي أتى ليمهِّد طريقَه (متى ١١:١١). لذلك يجب ألَّا نوفر جهداً لاستخدام القوَّة التي أوكلت إلينا لفعل الخيرِ.

إنَّ الذي يخسر الخلاص، لا يتألم فقط إلى الأبد، بل سيُعاني خسارة كبيرة لأنه لا يتخيّل ما يذخره الربُّ له إلى الأبد. حتى أولئك الأكثر استنارة في الكتاب المقدَّس لا يفهمون ما سنفعله في السَّماء، لكن بالتأكيد سيكون شيئًا مجيدًا. لم يكن يشوع يعرف ما الذي سيحصل عليه باتّباع موسى ولكن تمّ اختياره كزعيمٍ لإسرائيل.

للمساعدة في فهم الخسارة التي سيُعانيها الذين لا يؤمنون بالكتاب المقدَّس، فكِّر في نملة صغيرة مُقدر لها أن تكون إنسانًا كاملاً وجميلًا وأن تقود أعظم أمَّة في العالم عندَ تحوُّلها. ولكن عند مواجهتها لشروط ذلك، ترفض النَّملة القبول، مفضلةً العيشَ مع أقرانها.

هذا الإعلان من يسوع هو حافزٌ لتنفيذ إرادة الله ورفض كلِّ أنواع التَّجارب. من بين جميع البشر، ليس هناك من هو أعظم منَّا. يجدرُ بك أن تأخذ مكانتك في المَسيح، أليس كذلك؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز