رسالة اليوم

15/02/2024 - نهاية المعاناة

-

-

وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى.

(لوقا2:9)

لا شيءَ يُمكن مقارنته بملكوتِ الله. أولئك الذين يجرؤون على الاقتراب يتعاملون فقط مع الموضوعات الدِّينية، حيث ينسخ الإنسانُ بعض تعاليم الكلمة محاولاً تبرير عقيدته الخاصَّة. هؤلاء مهملون ومخادعون سيدفعون ثمناً باهظاً لعدم طاعة الآب. لذلك لا تفعل أيَّ شيء لم يأمر الربُّ بفعله أبدًا. الرَّحمة!

وفقًا للكتاب المقدَّس، فإنَّ عددًا كبيرًا من أولئك الذين يسمون أنفسهم مبشرين بالكلمة لا يفهمون أنَّ الغرضَ الأساسي للربّ هو تدريبُ النَّاس وإعدادهم وإرسالهم لإعلان الإنجيل، حتى يتمَّ نقل المزيد من النفوس إلى ملكوته. يعلِّمنا الكتابُ المقدَّس بوضوح أنَّ يسوع فعلَ ذلك وأمرَ أتباعه أن يفعلوا الشَّيء نفسَه. لكن للأسف، يصِرُّ الكثيرون على المُضي بطريقة مختلفةٍ.

إنَّ ما يُسميه الله ملكوتاً ليس مخالفًا لنظام العدوِّ فقط- مملكة الشَّر. فإلى جانب القيام بعكس ما يفعله الشَّرير، يجهِّز الربّ ملكوته كي نعيش كلَّ الأبدية بقربِ يسوع عاملين مشيئته إلى الأبد. أنا مقتنع أننا إذا نفَّذنا الأوامرَ الإلهيَّة، فسوف نرضيه حقًا.

لم نفهم تمامًا بعد ماذا ستكون مشاركتنا مع المَسيح عبر القرون. أكثر ما يُسمح لنا بمعرفته كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». (1كورنثوس 2: 9) بالإيمانِ نفهم أنَّنا لن نظلَّ مستلقيين طوال اليوم، مستريحين على أراجيح شبكية تحتَ شجرةٍ ما، بل في عملٍ مستمرٍّ.

إنَّ الكرازة بملكوت الله لا تتعلَّق فقط بأمور المُستقبل التي لا نعرف عنها إلَّا القليل، بل تتعلق أيضًا بما أبعدنا عن محضرهِ وأخضعنا لحياة البؤس والمعاناة – الخطيئة. وكذلك أيضاً ما يمكن أن يفعله الله لأجلِ الذين يؤمنون بكلمتهِ. لن يبخل العليُّ أو يوفرَ أيَّ جهد لتحرير الذين هم بالفعل مواطنون سماويّون أو أولئك الذين ما زالوا يقاومون دعوتهِ.

يتضحُ لنا وجوبَ شفاء المرضى وتحرير المظلومين مهما كان القهرُ أمامنا. إذا كنّا متسربلين بالسُّلطة والفضيلة من العليّ، فعلينا أن نحرِّر كلَّ الذين يدعون اسم الربّ. بالنِّهاية نحن خدَّام العهد الجديد. يجب أن نفهم أيضًا أنَّ العليَّ هو كلّي الحكمة والقوَّة ليعلِّمنا قصدَه- وهذه هي أفضل طريقة لتحقيق وصاياه.

من لا يفعل مشيئة الله ويكرز بنار غريبة من على المنبر سيُحاسب على الأضرار التي لَحِقتْ بالعديد من الذين خُدعوا بكلمةٍ أخرى. يجب أن نخضعَ لِما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس. الشَّخص الذي لا يؤمن بها يساوي من يحذف شيئًا من الكلمة. لهذا لن يتمَّ قبول أعذارٍ قد تحرِّر المرءَ من مسؤولية عدم حفظ وصيَّة يسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز