رسالة اليوم

14/02/2024 - عندما تُعطى القوَّة

-

-

وَدَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ، وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَانًا عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ،

(لوقا1:9)

يتجاوز اختيارُ التلميذ كلَّ ما يراه الإنسان. عرفنا الربُّ قبل أن نولد مسبقاً ووهبنا القدرة على خدمتهِ. الدَّعوة تسبق الأمر لتنفيذ إرادته. لذلك عندما نُدعى، يجب أن نقول نعم ونسعى لتحقيق أمر السَّماء. لن يُرسلنا الله إلى المعركة أبدًا دون تحضير أو دون غطاء قوَّتهِ.

استخدمَ الربُّ الرَّوابط البشرية والرّحمة من أجل خلاصنا، لإزالة نيرنا. نظرًا لأنه لم يكن لدينا القوَّة اللَّازمة، فقد أعطانا الموارد التي تمكِّننا من تنفيذ أهدافهِ. (هوشع ١١: ٤) ثمَّ نشعر بالدَّعوة عند قدميه ونتعلم بشكلٍ صحيح. لا داعٍ للعَجلة، لأنَّه سيقودنا إلى ساحاتِ المعركة عندما تكتمل الدُّروس.

كان الاثنا عشر تلاميذاً للسّيد. ومن المؤكد أنَّهم شاركوا في العديد من الاجتماعات التي عقدها السَّيد في عدَّة أماكن وربما تعلَّموا إخراج الشَّياطين وشفاء المَرضى. لا يهمّ كم من الوقت يستغرقُ شخصٌ ما ليتعلَّم عن الملكوت. لأنَّ الربَّ سيُوكل إليهم مهمَّة خاصَّة عندما يفهوا التعاليم.
لذلك بعد أن كانوا مستعدِّين لتنفيذ ما تمَّ تعيينهم له، أرسلَ التلاميذ ليبشروا بالإنجيل. ولكن لكي يتصرَّفوا كما فعلَ يسوع، أعطاهم السُّلطان والقوَّة على كلِّ الشَّياطين. وهكذا يمكنهم إبطالُ أيِّ عملٍ للعدوِّ وتحرير المظلومين.

هذا ما فعلهُ ابنُ الله عندما دعا النَّاس لدخول ملكوت الله. حسنًا، هل هذا ما تم فعله في جميع أنحاء العالم؟ قال يسوعُ أنه أعطانا المثال حتى نفعل كما فعلَ هو. الطريقة الوحيدة لإيصال الكلمة السَّارة هي إتباع المثال الصَّالح الذي تركه لنا السَّيد.

هؤلاء التلاميذ استطاعوا أن يقضوا على أيّ شرٍّ أصابَ الذين طلبوهم، وهكذا برهَنوا أنَّ الإيمان المسيحيّ صالحٌ للجميعِ. الإنجيلُ هو الوسيلة الوحيدة للتغلب على الظلم الجّهنمي، لأن برَّ الله يُعلَنُ عند الإيمان به. يجب أن يتمَّ التبشير بدليلٍ واضح لا يقبل الشكّ.

أُعطوا القدرة على شفاء المرضى؛ لذلك يُمكنهم التدخُّل في عملية المرض، وإلغاء الشَّر الذي جعل الناس يعانون بسبب التّشويه أو الحركات الأخرى التي كانَ من المستحيل القيام بها. أُعطيتْ لهم هذه السُّلطة لصُنعِ المُعجزات والعجائب والقوَّات باسم يسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز