رسالة اليوم

12/02/2024 - انشقَّ البحرُ الأحمرِ

-

-

وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ.

(الخروج ١٥: ٨)

إنَّ واحدة من أعظم العجائبِ التي شهدها العالم حصلت بطريقةٍ بسيطة جداً؛ فهذه هي طريقةُ الربِّ في التعامل. أقفُ مندهشاً أمام نتيجة صلاتي من أجل المرضى. كيف يستطيع الناسُ المصابون بالعمى والقرحة أو أيِّ مرض آخر، أن يعودوا إلى طبيتعهم وإلى حالةٍ ممتازة بعد طلبة بسيطة؟ إلا أنَّ بعض الناس يسمحون للشكِّ بالدخول إلى قلبهم، وبعد حينٍ، يبدؤون بإرتداء النظارات. لماذا لا يثقون بالربِّ ثقة كاملة؟

إنَّ شقَّ البحر الأحمر وعبور إسرائيل من بين عمودَي المياه هما دليلان على قوَّة العلي على فعل كلِّ ما يلزم في أيِّ وقت. فلا نعلم الموقع المحدَّد للشقِّ، لكن ما يهمُّ هو أنَّ الله يضمن بأنَّه يعمل من أجل شعبه ويفعل كلَّ ما يحتاجه الأمر لإنقاذهم.

يبيّن الكتاب المقدَّس أنَّ الذي فتح البحر الأحمر هي ريح أنفِ الربِّ. ففي نظر الناس، كانت هناك رياحٌ شرقية تضرب كلَّ الليل. والآن، يجب أن تكون الريحُ قوية جداً لتشقَّ البحر وتقسم المياه إلى عمودَين عظيمَين. فبالرغم من كون الريح قويَّة، سار الإسرائيليون ببطءٍ نحو الضّفة الثانية، مع أبقارهم وأغنامهم وماعزهم وجميع مواشيهم.

تجمَّعت المياه في جبلَين وعبر الناس في الوادي بدون أن يبتلّوا. ما الذي أمسك تلك المياه، أليست قدرةُ الله؟ والآن، إذا أراد الإنسان بناءَ سدِّين ليقسمَ البحر إلى قسمين، سوف يستدعي الأمر عدَّة سنوات. حتى ولو حاول فعل أمرٍ شبيه، ما الذي يمكن فعله مع ٣ ملايين من الناس ومواشيهم وخيراتهم، ينتظرون انتهاء البناء؟ سيكون أمراً مستحيلاً.

إنَّ أعمال القدير عظيمة، فلم يكن هناك تسرُّب حتى يسمح لهروبِ شيء. يُقال إنَّه في المكان الذي عبروا فيه، وُجد شيء يشبه جسراً عميقاً بنحو ١٨ – ٦٠ متر في أعماقِ البحر. ألم يعلمُ الخالق عندما خلق الأرض بأنَّ ذلك سيكون نافعاً، فبعدَ عدَّة سنوات سوف يغادر شعبُه العبوديَّة من مصر؟ بلا شكٍّ، لقد تمَّ التخطيط له قبل خلق العالم.

جعلتْ قوَّة الربِّ اللججَ تتوقَّف عن التدفُّق، وهي معجزةٌ أخرى. كيف من المحتمل أن يوجد جدارٌ قويٌّ للغاية لا يتسرَّب منه شيء من جرَّاء قوة المياه؟ من الممكن أن يقولَ أحدهم إنَّها كانت متجمِّدة مع بردٍ شديد، لكن كيف لا يمكن للبرد قتل أحدٍ من إسرائيل؟ لقد صنعت يد الربِّ المعتزَّة بالقدرة تلك الأعجوبة. إلهنا مذهلٌ!

في ذلك اليوم، نزل المصريّون إلى أعماق البحر. سنرى أموراً أعظم من تلك في أيامنا، لأنَّ هذا ما أكَّده يسوع للذين يؤمنون باسمه. كلُّ ما علينا فعله هو الإيمان بالعلي، وبعدئذٍ سنرى أعاجيبه العظيمة تعمل لخيرنا. لذلك، لا تتراجع في إيمانك بالمسيحِ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز