رسالة اليوم

10/02/2024 - مُعتزّةٌ بالقدرةِ

-

-

يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ.

(الخروج ١٥: ٦)

عندما عبرَ شعب الله في البحرِ الأحمر، رأى موسى أنَّ الله يعمل بطريقةٍ عظيمة لم يشهدها من قبل. فالريح التي ضربتْ كلَّ الليل من الشرقِ إلى الغرب والتي قسمت مياه البحر إلى عمودَين، لم تجعل أيَّ أحد من العبرانيّين يتعثَّر في طريقه. وعلى الرغم من أنَّه كان هناك شيوخٌ وأطفال إلا أنَّه لم يواجه أحدٌ منهم صعوبة مع تلك الرياح القوية.

عملت يمينُ الله؛ معتزَّة بالقدرة لأنَّها قادت شعبه. يحصل الأمر ذاته مع أيِّ شخص يؤمن بالربِّ، لأنَّه عندما يصرخ شعب الله إليه عند الحاجة، سيكون مستعداً لفعل العجائب ذاتها. فمع العليِّ ليست هناك مشكلات لا حلَّ لها. وإذا اضّطر الأمر، سوف تعتزُّ يمينه بالقدرة.

إنَّ العمل الذي قام به من أجل شقِّ المياه وتشكيل عمودَين فيها وبقائهما ثابتَين حتى عبور الشخص الأخير من العبرانيين، كان شيءٌ غيرَ شائعٍ. مَّما يظهر مدى قدرة العلي على فعل العجائب. إذا حاول أحدُهم اليوم أن يفعل أمراً مماثلاً، فبالرغم من أنَّ الهندسة أصبحت متقدِّمة جداً، إلا أنَّ الأمر سوف يستغرق سنوات عدَّة لبناء عمودَين من الفولاذ مع استخدام نظارات مضادَّة للماء، لكن الله فعل ذلك من خلال الرياح في ليلةٍ واحدة فقط.

لقد أخزتْ يمينُ كلِّي العلم فرعونَ، وحطَّمت الأعداء في الماء عندما رجعت إلى مكانها بعدَ ما عبر شعبه. فلا تخَف من العدوِّ الذي يلاحقك في الطريق التي فتحها الربُّ أمامك. عندما يقترب اللهُ سيكون بينك وبين أعدائك، وعندما تأتي إلى الأمان ستسقط أعمدة المياه عليهم وتدمِّرهم.

إنَّ ما جرى في ذلك اليوم كان توضيحاً للأمور التي بإمكان الآبُ فعلها لخيرنا، طالما أنَّنا نتبع إرشاداته. لذلك، لا تفقد وعيكَ عندما يهدّدك الشرير لأنَّ كل الذين يجدون الربَّ إلى صفِّهم لن يسلَّموا أبداً إلى قوى الجحيم. ابقَ راسخاً في الإيمان ولا تسمح لأيَّة خطية بالبقاء في قلبك، فعندما تصلِّي لن تخزى ولن يتمَّ خداعك.

لقد عانى إبليسُ وشياطينه في عمل الخلاص الذي أتمَّه يسوع أكثر جداً من مما عاناه فرعون وجيشه الخاص. فقد تمَّ تحطيم طبيعة الشيطان المميتة بانتصارِ المسيح. واليوم، بإمكاننا العيش في الحريَّة، بعيداً عن متناول يد الظلمة، وفي نفسِ الوقت، يجب أن نصلَ بالحقِّ لجميع الذين لا يعرفونه.

إنَّ ما تمَّ رؤيته في تجسيد قوة الله على المصريين في البحر الأحمر هو إظهارٌ صغير عما فعله المخلِّص عندما قام من الموت وما سيفعله عندما يأتي من أجل كنيسته. لا تخشَ أيَّ تهديد من الجحيم، لأنَّه لن ينجح شيء قاله أو هدَّد به إبليس ضدَّ الذين يؤمون بالربِّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز