رسالة اليوم

09/02/2024 - الازدهار في الربُّ

-

-

أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَامًا وَخُضْرًا،

(المزامير ٩٢: ١٤)

من الضروريّ أن تنغرسَ في بيتِ الربِّ لكي تثمر في حقلهِ. إنَّ الذين يذهبون إلى الكنيسةِ فقط ويضعون طلباتهم، يستقبلون بالنهاية بركاتهم الخاصَّة. بالإضافةِ لذلك، عندما يكونون بأمسِّ الحاجة لمحبة الله ويطلبون مساعدته سوف يجدوها، لكن في نهاية حياتهم سيروا كم خسروا. والآن، ينجح فقط المغروسونَ في كلمة الله؛ بيته الحقيقي.

عندما تحصلُ على مكانتك في المسيح، اسعَ لترسيخِ جذورك فيه، حتَّى عندما يحين الوقت تأتي الكرمةُ الحقيقيَّة للإثمار فيك، فيرى الجميع أنَّك أخذت قراراً مناسباً. سيجعل هذا الأمرُ الناسَ يشتهون أخذ مكانتهم في ابنِ الله. والآن، لقد وعد يسوع أنْ يمنح الناس كلَّ ما يطلبونه إذا كانوا فيه وكانت كلمته فيهم.

من المؤسفِ رؤية أبناء الله لا يثمرون، ويقضون حياتهم بإنجازٍ إيمانيٍّ ضئيل، أو حتى بدون إيمان. فهم مثلُ غصون قديمة ويابسة تحتاج البقاء متَّصلة في الكرمة، لكن لا تستقبل أيَّة عُصارة. يجب على كلِّ مؤمنٍ أن يفهم أنَّه بسبب كونه في المسيح وعضواً في جسده أن يثمر في حقل الله. وكلُّ من ظنَّ أنَّه في يسوع ولا يثمر يُقطع ويُرمى خارجاً، بلا أدنى شكٍّ.

لا تكترثُ النخلةُ بعوامل المناخ السيّئة، لأنَّ طبيتعها تسمح لها بالنموّ والبقاء دائماً. وكحدٍّ أقصى حتى في الظروف الصعبة، تنجزُ مهمَّتها. انظر ما حدث مع أرز لبنان: بعد عيشِ ٣ سنوات بلا نموٍّ، تترسَّخ جذوره في الأرض فتعتنق الصخورَ تحتها. ومن ثمَّ تصلُ إلى إرتفاع من ٤٠ وحتى ٦٠ مترٍ.

يملك الربُّ عدَّة أماكن فيه ليستقبلك. وبالتالي، ستكون قادراً على الإثمار حيثما يضعك، وبلا شكٍّ سوف يحقِّق ما غرسك من أجله. إنَّ النخيل والأرز لا يملكوا الحقَّ في اختيار مكانِ زراعتهم، لكن يحتاجوا إلى اتِّباع فطرتهم وينموا في المكان الذي زرعهم الفلاح فيه. وكذلك الأمر، كُن مستعداً لإتمام خطَّة الربِّ في حياتك.

وأيضاً عند التقدُّم في السنِّ، عندما لا يستجيب الجسد مثلَ قبل، لأنَّه بدأ بالتعب والإرهاق لأنَّ يومه الأخير قد حضر، إن كنت عضواً في جسد المسيح سوف يتجدَّد شبابك وتقدر أن تثمر جيداً وبقوَّة، وإثمار شهيَّة. يمكنك أن تكون بركةً حقيقيَّة، فهذا هو وعد الله.

وبهذهِ الطريقة، سوف تربح أقرباءك للمسيح حتى لو لم تستخدم كلمةً واحدة، لأنَّهم سيرون برَّ الربِّ من خلالك. فهو ليس محايداً في بركاته، لكنَّه يمنح النعمة لكلِّ الذين يطلبونه. وهو صخرتُنا وليس فيه ظلم قط. لذلك، جهِّز نفسك للاستمتاع بما قاله اللهُ لك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز