رسالة اليوم

06/02/2024 - أَنَا اللهُ، إِلهُ أَبِيكَ

-

-

فَقَالَ: «أَنَا اللهُ، إِلهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ.

(التكوين ٤٦: ٣)

عندما عرَّف الربُّ عن نفسه ليعقوب، أعلن بذلك عن طبيعته الإلهيَّة، القدير وغير المحدود، وفي نفس الوقت، قدُّوس ورحيم. فلا يتعامل معنا العليُّ بحسب خطايانا (مزمور ١٠:١٠٣)، لكن حسب محبَّته وقوَّته. فيجب أن نعرفه كما هو، ليس فقط من خلال استقبال المعلومات عنه. فهو كلُّ ما نحتاجه لنجاحنا.

لقد وُلد إسحاق كعملٍ مميَّز للربِّ. ليس فقط لأنَّه كان ابناً لمسنَّين (تكوين ١:٢١-٢)، بل أيضاً لأنَّ الله أراد أن يأتي مخلِّص العالم من نسل إبراهيم. وأنت أيضاً عمل مميَّز، لأنَّه لو لا عناية الله بطريقة الحَبل بك، لما وُجدت. ليس من الضروري معرفة ما كان يخطر في بال الله عندما سمح بوجودك، فليس عليك سوى الإيمان به.

إنَّنا لسنا نتاجَ حظ بل شيئاً مهماً للإتمام في العمل الإلهي. فقد تمَّ إدخالنا ضمن "العهد" الموضوع من قبل من خلال دم يسوع. لذلك، لا تقلِّل من شأن نفسك لأنَّك جزء من الخطَّة الإلهيةَّ ومختار من السيد. إذاً، تخلَّ عن الخطية ودَع الروح القدس يقودك.

بعد ولادة إسحاق المعجزيَّة، قطع الله عهداً معه. ومنذ أن علم يعقوب بشأن ذلك، ذهب إلى نفس المكان الذي قابل الخالق به أباه، وهناك أيضاً قُدِّم للرب. وعندما فتح قلبه، أعطاه الله رؤى مُظهراً له بأنَّه سوف يشدِّده ويقوده إلى مصر. وعلى الرغم من كبره في السن، تعهَّد رحلة طويلة منتقلاً إلى أرض جديدة، فكان هذا جزء من هدفٍ إلهيٍّ في حياته. فلا تيأس بل تمِّم إرادة الله بفرح.

لقد كان طلب الذهاب إلى مصر بلا ترددٍ، لأنَّ خطَّة الربِّ تضمَّنت البقاء والعيش هناك حتى موت يعقوب. فقد خشي خادمُ الله الذهاب إلى ذلك البلد لأنَّه المكان الذي كاد جدَّه أن يخسر امرأته فيه، وبعد المجاعة العظيمة التي أتت على الأرض، منع العليُّ إسحاق من الذهاب إلى هناك. لكن عندما استشار يعقوب الربَّ، تلقَّى أمر الذهاب إلى أرض فرعون.

كانت هناك ٦٦ نفس فقط، ما عدا النساء والأطفال. وبعدئذٍ، عندما رجعوا إلى كنعان كان هناك أكثر من ٣ مليون نفس. الأمر الهامُّ هو أنَّ المخلِّص سيولد من تلك العائلة. فقط الربُّ يعلم ما أعدَّه لبذاره. إلا أنَّه يجب علينا أن نقوى ولا نخضع للتجارب، لأنَّ الشيطان سيفعل ما في وسعه ليبعدك عن الخلاص الأبدي. ضعْ كامل اهتمامك في كلمةِ الله، من أجل فائدتك.

لم تكن خطة الفداء للبشريَّة قد تمَّت بعد. وبالتالي، لا تكن يائساً ومخدوعاً من فرص الغنى غير الشَّرعي أو أية خطيةَّ أخرى. وتأكَّد أنَّك نلت الخلاص وآمن بأنَّ الآب لم يُخطئ عندما قام بدعوتك.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز