رسالة اليوم

05/02/2024 - عندما سمعَ يعقوبُ صوت اللهِ

-

-

فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». (التكوين ٤٦: ٢)

لقد أوضح يوسفُ ابن يعقوب، الذي أصبح الوزير الأول في مصر، لفرعونَ أنَّ الله عندما يتكلَّم مرتين يبيّن ذلك بأنَّه يريد أن يقوم بأمرٍ ما (تكوين ٣٢:٤١). والآن، إنَّ والده هو من سمع الربَّ ينادي باسمه مرَّتين، فكان عليه تجهيز نفسه، لأنَّ الخطة الإلهيَّة لا تتوانى. فكم عدد المرات التي يجب على الله التكلُّم بها إليك لتعيره انتباهك؟ هناك العديد من الناس لم يعودوا يسمعوا صوتَ الله بعد.

لقد عاين يعقوب مجد الربِّ في بيت إيل، عندما هرب من وجه أخيه عيسو. ومن ثمَّ صنع عهداً مع الربِّ. لكن اتَّضح كما لو أنَّ هذا العهد لن يتحقَّق، لأنَّ يعقوب سمع أنَّ وحشاً برياً قتل ابنه يوسف. لكنَّه عندما سمع أنَّ ابنه حي، عاشت روحه من جديد. لا تسقط وعود الربِّ أبداً.

اختبر يعقوب في بيتِ حميه لابان عدة اختبارات مع الله خدَمته طيلةَ أيام حياته. فقد حاول لابان تعطيل الخطة الإلهيَّة في حياة يعقوب عشرات المرات، لأنَّه عندما بدأ صهره بالازدهار، أبدل مدخوله. لكن يعقوب صلَّى إلى الله، فأراه الربُّ كيفية جعل الخروف مبقع أو لا، لذلك شدَّده الرب.

كن حاضراً عندما يتَّضح لك أنَّ الآب يدعوك لفعل شيء ما. ولا تحتقر أيَّة رؤية يحتمل أن يعطيك إياها الربُّ بشأن عمله. فعندما يأتي اليوم الذي يجب عليك فيه أن تنفِّذ شيئاً هاماً بالنسبة له، لا تيأس بل خُض التحدّي بفرح وإيمان. وبعد حينٍ، اتَّخذ المكانة الخاصة بك. فمن الجيد التعلُّم من السيد.
إنَّها فرصتنا في هذه الأيام ليجدوا الناسُ فينا شركاءَ العلي. وهذا الأمر سوف يضع بلا شكٍّ أسماءنا في السنوات الأبدية. لطالما كانت العلوم متعدّدة، لذلك أنَّ الناس منفتحون لتعلُّم أمورٍ جديدة، وبالتالي يمكننا قيادتهم إلى الإنجيل، الذي يسدِّد جميع حاجاتنا. لكن احذر، لا يجب أن ندع العدوَّ يقودنا نحو الخطيَّة، وإلا سنكون غير مؤهَّلين.

سيكون مجدُ البيت الأبدي أعظم من السابق (حجي ٩:٢). إذاً، طِع الربَّ دوماً في إتمام كلِّ ما يقوله لك. الأمر الذي يجعلك مميزاً جداً بالنسبة له، وللأبديَّة. واسعَ أن تكون عظيماً قدَّام العلي، وهكذا عندما تحين نهاية الأزمنة ستنال من يديه المكافأة بسبب مشاركته العمل.

إنَّ ما حصل ليعقوب ويوسف، وأيضاً لشخصيات العهد القديم، كان جزءاً من خطَّة الخلاص، التي أبعدتنا عن قوى الظلام ونقلتنا إلى ملكوتِ يسوع. فقد تحمَّلنا جزءاً من البلايا التي سمح بها الربُّ، فهو يعدَّنا لأمور قادمة. وبلا أدنى شكٍّ، عندما تأتي سنكون مستعدّين لها. ومن ثمَّ سيتمُّ العمل بالطريقة التي يريدها الربُّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز