رسالة اليوم

04/02/2024 - الوقوفُ في بئرِ سبعٍ

-

-

فَارْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَأَتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَذَبَحَ ذَبَائِحَ لإِلهِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ. (التكوين ٤٦: ١)

عاش يعقوبُ من جديد عندما سمع أنَّ يوسف حيٌّ. وبعد كلِّ شيء، انحتْ روحه منذ يومِ سماعه بأنَّ حيواناً بريِّاً افترس ابنه،. فلم يفهم كيف سمح اللهُ ليوسف بأن يموت بالرغم من أنَّ نبوءات الربِّ قالت عن ابنه بأنَّه سيكون راضٍ. من المحتمل أنَّ يعقوب لطالما سأل نفسه عن مكان وجود الخطأ، لكن شهادة العليِّ أكدت له بأنَّه لم يحدث لابنه شيء.

من الجيِّد الثقة بإعلانات الله عنَّا وعن الذين هم من حولنا، لأنَّ مشيئة الربِّ دوماً تتحقَّق. لو مات يوسف كيف أمكن ليعقوب أن يجدَ السلام أو التفسير؟ فهل فشلت كلمةُ الله؟ يعلِّمنا هذا الأمر ألا ننخدع بالمظاهر، لأنَّ كلمة الرب هي التي تسود.

لقد قرَّر يعقوب الارتحال لمقابلة يوسف، لكن قبلَ ذلك، كان عليه الذهاب إلى بئرِ سبع، المكان الذي يعني له الكثير. بينما عندما كان إسحاق ابيه مع ملك جرار ازدهر كثيراً، وهذا ما جعل الملكَ يطلب منه أن يترك الأرضَ لأنَّه أصبح أقوى من كلِّ شعبه. فحدث نزاعٌ بين رعاة ابيه والفلسطينيِّين على الآبار، الأمر الذي جعل إسحاق ينتقل إلى بئرِ سبع، المكان الذي فيه ظهر الربُّ له وأعطاه وعداً (تكوين ٢٣:٢٦-٢٤).

حينما قدَّم يعقوب الذبائح لإله أبيه، استقبل من الربِّ الإرشادات والوعود، ومن ضمنها عدم الخوف من الذهابِ إلى مصر (تكوين ٣:٤٦). وبالتالي، غادر مع كلِّ ما كان له. ويعلِّمنا هذا الأمر أنَّه إذا غادرنا بطاعة للربِّ، يجب علينا أن نأخذ معنا أحلامنا ورغباتنا وكلَّ ما نملك. فإنَّ ما نحتاج إليه لإتمام المهام التي وكَّلنا الرب بها هي المواهب والقوة ومسحته. لذلك، لا تبدأ العمل على إنجاز إرشادات العلي فارغَ اليدين.

إنَّ المواهب التي يهبُها الله يجب أن تشبهَ الآلات التي يجب أن تكون دائماً لامعة وممسوحة، ثمَّ في وقت الحاجة، نمتلك فرصة استخدامها لمجد الربِّ. كلُّ من يفرِّغ الزيت لن يدخل إلى وليمة يسوع. والذين يجهِّزون أنفسهم لإنجاز مهامهم يروا أنَّ الله أعدَّهم مسبقاً قبل أن يسلِّمهم تلك المهمَّة. لذلك، لا ترتكب أيَّة خطية لكن تمسَّك بما أوكله لك.

عندما تجد الله مرةً، فستجده مرة أخرى أيضاً. لذلك، لا تحتقر أيَّة تجربة قد خُضتها معه. فإنَّ المكان الذي وجدت فيه كلمة الله يجب أن تصلِّي فيه وتقدِّم ذبائح البر؛ أي تسبيحاته، لأنَّ الرب يكون دوماً في ذلك المكان ليباركك. فلا تنتقل من منزل إلى آخر، لأنَّ الرب حاضرٌ في الإعلان الذي وهبك إياه بكلِّ قوة ليجعلك بركة.

إنَّ ما سمعه يعقوب في بئر سبع كان تأكيداً على ما قِيل لإبراهيم وإسحاق وليعقوب نفسه. فإنْ مررت بنفس الاختبار فستجد القوة لتحمِل الدعوة. والآن، الذي خلَّصك ووعدك هو أمينٌ في تحقيق تلك الوعود.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز