رسالة اليوم

03/02/2024 - قوَّةُ الأخبارِ السَّارة

-

-

ثُمَّ كَلَّمُوهُ بِكُلِّ كَلاَمِ يُوسُفَ الَّذِي كَلَّمَهُمْ بِهِ، وَأَبْصَرَ الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَحْمِلَهُ. فَعَاشَتْ رُوحُ يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ

. (التكوين ٤٥: ٢٧)

لقد فقدَ يعقوبُ جزءاً من نفسه بعدما سمعَ من أبنائه عن موتِ يوسف. وبعد كلِّ شيء، كيف يسمحُ الله لحدوث أمرٍ مشابه لابنه إذا وعده بأنَّه يكون معه وينجِّيه من كلِّ شر؟ في واقع الأمر، ليس كل ما نسمع مصدرهُ الرب، حتى وإن قيلَ من الناس الذين نحبهم ونثقُ بهم. يوصينا الكتاب المقدَّس أن نؤمن بالله وحده وليس بالمقرَّبين إلينا، لأنَّهم من الممكن أن ينتموا للشيطان (متى ١٣:١٦-٢٣).

لم يقبلَ يعقوب ويصدِّق خبر أنَّ يوسف قد ما مات حقاً، لأنَّه آمن من أعماق قلبه بأنَّ إله أبيه لطالما كان أميناً وأظهر قوَّته في حماية الذين يضعون ثقتهم به. لذلك، لا تخسر رؤية حقيقةِ إعطاء الله نفسه لك، وبالتالي ستجد الإيمان والقوَّة للانتصار.

بعدئذٍ، عندما سمع يعقوب أنَّ يوسف حيٌّ في الحقيقة، جمد قلبه (الآية ٢٦). وبعدها جمد من الدهشة لأنَّ الشهادة التي سمعها كانت حقيقية. والآن، تيقَّن دوماً بأنه سيمسع يوماً ما خبراً عن ابنه الحبيب يوسف. الابن الذي منحته إيَّاه راحيل، امرأة أحلامه التي عمل من أجلها لمدة ١٤ سنة، فليس من الممكن أن يُؤخذ من وحش بريٍّ. فالذي يحفظ ما يأتيه لا يفقد مكافأته مطلقاً.

بعدَ سماع يعقوب لقصةِ يوسف، امتلأ ثقةً بأنه لم يكن محتالاً. الحقيقة هي أنَّ الذي يثق بالربِّ لن يتمَّ خداعه مطلقاً، حتى وإن ظهرت شهادات منطقية. نحتاج للنمو بالفهم الكتابي، والامتلاء بالحكمة والإعلان. وبعدَ كل شيء، لن يخزى ويضلَّ خادمٌ للرب.

إنَّ الإيمان بالعلي أمرٌ يختلف كثيراً بالمقارنة مع الناس المتديّنين بشأن إيمانهم بآلهتهم ودياناتهم. فإنَّ ما يجعلنا نؤمن بالرب هي الشهادة التي يمنحها لقلوبنا بما يخصُّ أمانته نحو دعوتنا والعمل الذي قام به من أجلنا. وهذا الاختبار مستمر وكامل ويعالج كلَّ شكٍّ باقٍ في قلوبنا. فالإيمان هو انتصارنا، لذلك، لن يتمَّ التغلُّب علينا البتة.

لقد اتَّخذ أبو المؤمنين قرارَ الذهاب ورؤية ابنه، وعلى الرغم من تقدُّمه في السن عندما سمع الأخبار السارة، استعاد قوَّته وذهب لمقابلته، فلن يُفقد أحدٌ من أولئك الذين أعطاهم الله له. وبالتالي، عندما تأكد يأن يوسف كان الأعلى سلطة في أعظم أمة في ذلك الوقت، امتلأ تسبيحاً للربِّ. وهكذا، لم يمنعه حتى سنَّه الكبير من السفر لمسافة بعيدة.

كن حساساً للربِّ واخدمه من كل القلب، وبالتالي سوف ترى بأنَّه لن يتخلَّى عنك مطلقاً وسيحفظك من كل شر ومن الكارثة المفاجئة. وبعد كل شيء، الله أمينٌ! فالطريقة الوحيدة للسعادة والانتصار في الحياة هي الإيمان بيسوع، المخلِّص.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز