ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ، وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ. (الخروج ١٧: ١)

لا تنزعجْ ولا تشتكِ من أفعالِ الله. فحتى لو اقتادك إلى البرّية، سيكون أمرٌ جيد بالنسبةِ لك. فهو المعلِّم ونحن التلاميذ، وهناك دوماً هدف في كلِّ ما يفعله. لم يكُن هناك ماءٌ في الصحراء، لكن يوجد تعامل العليّ، الذي بكلِّ تأكيد أفضل من أيِّ ظرف آخر نظنَّه جيِّداً وملائماً. إنَّ الرب ملجأنا وحصننا ونجاتنا في زمن الضّيق.

لم يكُن على الإسرائيليّين التضايق، لأنَّهم لمَّا فعلوا ذلك أحزنوا قلبَ الله. وكأبٍ، عندما يرى أمراً سيئاً يحصل لنا، يقودنا إلى طرقٍ أخرى، لعلَّنا نتعلَّم درسنا. وبالتالي، يقودنا الربُّ إلى النُّصرة عندما تحدث الأمور السيئة. فاسلك دائماً بحسب الكلمة ولا تعطِ إبليس مكاناً للعمل في حياتك.

لقد رأى بنو إسرائيل عملَ العلي بشكل رائعٍ من أجلهم عندما استخدم موسى لإرسالِ العشر ضربات على أقوى مملكةٍ في العالم في ذلك الوقت. وحينما أتت الضربات العشر وموت الأبكار، بمن فيهم بكر فرعون وكل أبكار قادة مصر، أظهر اللهُ بذلك أنَّه هو السَّيد ويتصرَّف بحسب مشيئته.

وعوضَ عن تأمّل الإسرائليون بما صنعه الرب لأجلهم، أصبحوا متعطّشين في ريفيديم لأنَّه لم يكن هناك ماءٌ (عدد ١٥:٣٣)، ومن ثمَّ أزعجوا الرب. لا تتمرَّد على الخطط الإلهية، وبلا أدنى شكٍّ، ستكون هناك خطة رائعة تقودك إلى الخلاص التام في أي ظرفٍ يضعك فيه. وإذا لم تفهم المشيئة الإلهية لوهلةٍ، اطلب من الربِّ إن يوضّح الأمر لك.

تذكَّر أننا لا نتحدَّث عن شخص يشبهنا، لكن عن الأعظم والأكثر قوة وعن كائنٍ لا يُخزي. ثمَّ، لا يفعل الله شيئاً ما لم يكن الأفضل بالنسبة لنا، فإذا قادك نحو مكان خطير، فلا تخف لأنَّه سيكون أكثر مكان أماناً لك للعيش. وبكل ثقة، سيهتمُّ بجعلك تتمتَّع بذلك المكان.

ألم ينتبه القديرُ إلى عدم وجود الماء هناك؟ والآن إنَّه يعلم كل شيء عنك؛ ليس فقط الأمور المرئية، لكن أيضاً المخفيّة منها عن عيون الناس. لذلك، إن كنت تؤمن به، فثق به إذاً. كلُّ الذين يستسلمون للعدو يلاحظون أنَّه أسوأ قرار اتَّخذوه. فالشيطان كذَّاب وشريرٌ ومؤذٍ وضارٌّ. لذلك، لا تمنحه الائتمان مطلقاً. فقط الربُّ صالح ونقيٌّ وقدوس ولن يضر أحداً البتَّة.

لو صلَّى الإسرائيليُّون، لجعلَ اللهُ المياهَ النقية تتدفَّق أمام خيمهم. لكنَّهم عطشوا لأنهم أحزنوه وجرَّبوه، ورغم ذلك لقد اهتمَّ الربُّ بهذا الأمر (إشعياء ١:٣).

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز