رسالة اليوم

30/12/2023 - (السَّير في طريقِ الكمالِ)

-

-

طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقًا، السَّالِكِينَ فِي الرَّبِّ. (المزامير ١١٩: ١)

يبدأ أكبرُ إصحاحات الكتاب المقدَّس بتطويبِ السَّالكين في الكمال، الموضَّحة من خلالِ أعداده الـ ١٧٦. فهناك نصائحٌ قيّمة يعطيها الله في هذه النصوص. فإذا سلكنا بها، سنطيعُ ناموسه. فلا يوجد شيء جيّد نكافأ عليه أكثرَ من إتمام الإرشادات التي وضعها الخالقُ في كلمته. وبلا أدنى شكٍّ، لن يتعثَّر بالعقبات كلُّ الذين يسلكون بتلك الطريقة.

كُن متيقِّناً بأنَّ الله سيشهد لحياتك في كلِّ وقت تفهم به جزءاً من الكتاب المقدس. وفي اللحظة التي تتلقَّى فيها تفسير المكتوب وتطيعه، سترى أنَّ الرب كان يقتادك إلى فهمه. وبالتالي، وبإعلانٍ منه، ستكون قادراً على الهرب من أكاذيب العدوِّ. وبعد تقديمك اختبارك، أتممْ العمل المعيَّن لك، لأن الربَّ مستعدٌ لمساعدتك.

يكتشف كلُّ من يحفظ الوصايا كيف يصبح مقدَّساً أكثر فأكثر، سالكاً في طرق الرب، الطريقة عينها التي يحافظ بها الله على ترتيب الكون. إنَّ التوقّف عن ممارسة الشر أمر يستحق العناء، لأنَّك حينها تصل بالكامل إلى محضر الربِّ وتغلق بذلك الباب أمامَ الشرير. فهل من الجيد أن تسير مع الآب أم لا؟

عندما قدَّم العليُّ وصاياه للبشرية، أعطانا القدرة على طاعتها. فالقدرة تكمن في داخلك، وعندما تتصرَّف بحسب كلمة الله تكتشف بذلك كميَّة المواهب التي في حياتك. لقد خُلقنا كاملين لإتمام المشيئة الإلهيَّة، وإن كانت لدينا احتياجات أخرى، يجب أن نسأل الله فقط وسيعطينا إياها مجاناً.

ليتك لا تتعثَّر في العقبات التي وضعها إبليس والتي وضعتها بنفسك. والآن، لقد تمَّ تجهيز العمل الذي أُعد لك. لذلك، لا تكن خجولاً وجباناً، لأنَّ ذلك لا يسر الربَّ كثيراً. لقد أعطاك كل شيء، والآن يجب عليك فقط الإيمان والعمل مثل قائدٍ، محصِّلاً الانتصار على قوى الشَّر.

كلُّ الذين يصغون بعناية لمبادئ الله يقدرون أن يطيعوها ولا يتمُّ خداعهم. فمن الضروري أن تثبت خلال مسيرتك وألا تنظر إلى الوراء، غيرَ سامح للخوف والخجل بأن يغمرا قلبك. وهكذا ستملك قلباً مستقيماً لأنَّك حينها تتعلَّم عن حكم الله فتصبح حكيماً. وكتلميذٍ مجتهد في مدرسة الروح القدس، لا تنقطع عن تعلُّم كل ما يقوله، لأنَّه سيبقى أمر ناجح دوماً.

إنَّه قرارك. فإذا كنت منتبهاً، تعلَّم وطِع وصايا الربّ فتجد أنَّه لن يتركك وحيداً أبداً. هناك بعض الأوقات يتركنا الربُّ فيها للحظةٍ، لكنَّنا نرجع إليه عندما نعي أهميَّة حضوره. فأن نكون مع الآب أفضلَ من أن نسيرَ وحدنا في الحياة.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز