رسالة اليوم

29/12/2023 - (التصرُّف المناسبُ)

-

-

"َوأَكُونُ مِثْلَ إِنْسَانٍ لاَ يَسْمَعُ، وَلَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ." (المزامير ٣٨: ١٤)

هناك مراحلٌ في الحياةِ يدير فيها أصدقاؤنا وزملاؤنا وأقرباؤنا أو حتى الناس الذين قدَّموا لنا المساعدة في الماضي ظهورَهم لنا، فنشعر بالخَذل. وعندما يحصلُ ذلك، إنَّ أفضل ما يمكن القيام به هو عدم الشكوى من شرِّهم، فهذا الأمر لن يزيد سوى من ألمنا. فمن الأفضلِ حتى وإن كانوا أشراراً أن يبقوا بعيدين عنَّا، لأنهم ما لم يستطيعوا مساعدتنا، على الأقلِ لن يجعلوا معاناتنا أسوأ.

لقد قال يسوعُ إنَّ إبليس يأتي ليقتل، وبإمكاننا التيقّن بأنَّه ينصب لنا الفخاخ دوماً. والآن، يجب أن ننتبه ونصلِّي لكيلا نسقط في الفخاخ التي نُصبَت لنا. لذلك، إذا كنَّا في المسيح وكان هو فينا، حينما نشعر بقدومِ شيء ما لأذيّتنا، يجب أن نطلب المعونة الإلهيَّة مستخدمين حقوقنا وهادمين خطط الشرِّ.

ينشر الأكاذيب عنَّا إبليسُ وجميع خدَّام الشر الذين لا يخافون الله. وجميع الناس، ومن ضمنهم الذين لم يتكلَّموا معنا مسبقاً، يفتحونَ أفواههم ويتكلَّمون ضدّنا الآن، وتدفعهم قوى الظلام فلا يتكلَّفوا الجهد ليهاجمونا. لكننا يجب أن نباركهم ولا نأخذ تصرفاتهم بعينِ الاعتبار عندما نعرف عن أعمالهم الشريرة.

إنَّ كلمات هؤلاء الناس خبيثة وستؤذينا إذا استمعنا إليها وعاملناهم بنفس الطريقة. فإنَّ الأشخاص الذين يتمُّ التلاعب بهم من قبل الأرواح الشريرة يتخيّلون دائماً الخداع ليضرّوا بنا. ومثلما رأينا مسبقاً، تتمُّ تغذيتهم من الجحيم الذي يستخدمهم. يكمن السرّ في أن تصبح أصماً لا يسمع ومثلَ شخص أبكم لا يفتحُ فاه. فلا تدع نفسك تقع في فخاخ الشر.

درِّب نفسك على عدم الرد بالشَّتيمة، لكيلا تشترك بموقفٍ يعود أصله للعدوِّ. فمن الأفضل أن تكون شخصاً أصمَّاً على أن تدعَ شفتاك تتداولان أحاديث الشرِّ. ومن ثمَّ، تستخدم سلطانك في اسم يسوع لتقيِّد أعمال الجحيم. وادخل في الصلاة وتكلَّم عن كلِّ شيء للربِّ، وهكذا عندما تكون في محضره، تضع حدَّاً للشر وتعتبره قد انتهى.

وبعدما تعطي الأمرَ، لا تصغِ إلى ما سيقوله لك إبليس فوراً أو من خلال شخصٍ آخر، لأنَّ كل ما يريده هو أن يبعدك عن محضر الربِّ ويقودك إلى المكان الذي يقدر فيه على تدميرك. إنك تنتمي إلى الربِّ ولا ينبغي عليك ترك مكانتك هذه. فتصرَّف في كل أمر كشخصٍ منتصر! وبالتالي، ستنظر كم أن مكانتك في المسيح أسمى من جميعِ خطط ورغبات الجحيم.

لا يجب على المؤمن المسيحي أن يصغي للأمور غير القيّمة. لكنَّه إذا أصغى إلى الجرم ونقله ضدَّ جُناته، سيخطئ فمه أيضاً، ومن ثمَّ سيعاني من هجومات الشرير. ولا يجب على الذي في المسيح الهرب من مواجهة الشيطان، بل أن يكمل كمتمّم لعمل الربِّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز