رسالة اليوم

28/12/2023 - (يحدِّد اختيارُك مستقبلكَ)

-

-

"لأَنَّ الْمُبَارَكِينَ مِنْهُ يَرِثُونَ الأَرْضَ، وَالْمَلْعُونِينَ مِنْهُ يُقْطَعُونَ." (المزامير ٣٧: ٢٢).

عندما تتمُّ الكرازة بالإنجيل يفهم كلُّ من يسمعها ماذا يريد اللهُ منه. إلَّا أنَّ العديد من الناس يحتقرون الصَّوتَ الإلهي لأنَّهم يريدون التصرُّف بحسب شهواتهم، ولا يلاحظون كميَّة الشَّر التي يفعلونها. ولن تتمَّ الاستجابة لهم نتيجة لهذا التصرُّف عندما يحتاجون إلى معونة الربِّ، لأنَّهم يتجاهلون العليَّ عندما يزورهم ولا يملكون الإيمان لاِستقبال ما يحتاجونه. يشبهون بذلك العذراى اللَّاتي لم يقدرنَ الدُّخول إلى العرسِ بلا زيت.

يعلنُ الكتابُ المقدَّس أنَّ كل من يزدري بكلمة الله يهلك (أمثال ١٣:١٣). من المحزنِ رؤية أناسٍ يعتبرون أنفسهم مخلَّصين ويسيرون بلا هدفٍ، محاولين فعل كلَّ استطاعتهم لإيجاد معنى لحياتهم، فيعانون كثيراً لأنَّهم لا يصغون إلى الآب. فإنَّ التوبة وطلب الربِّ؛ وبالتالي إيجاده، هما المنفذ الوحيد للحصول على صلاح الربِّ.

تتَّضح أمامنا خطة الله في كلِّ وقت نتحدَّث فيه عن البشارة السَّارة. وفي كثيرٍ من الأحيان عندما تُقال هذه البشارة، يتعامل الروح القدس مع الناس غير المستعدِّين لمواجهة هجومَ الشر، لكنَّهم لا يتجاوبوا معه. وبعد ذلك، عندما يحدث لهم شرٌّ أو لأحد أقربائهم، يتعرَّضون لليأس ويطلبون الصلاة، لأنَّهم يعلمون أنَّه ما من منفذ يتمُّ بقوَّة الإنسان.

هناك العديد من الأسباب التي تقود الشَّخص للَّعنة. وتخصُّ إحداها "تقدمة العشور". فهناك أناس يقولون إنَّهم ليسوا حمقى كفاية لإعطاء القسيس ما ينتمي إليهم. والآن، إذا كان (ملاخي ٨:٣-٩) غير صحيح، فيمكننا وضع الإنجيل جانباً، لأنَّه ستكون بقيّته غير صحيحةٍ أيضاً. يقول العليُّ في أحد إصحاحات الكتاب المقدَّس إنَّ الشَّخص الذي يمسك عُشر ما يأتيه كمرتَّب شهري أو كتقدمة، هو سارقٌ للربّ.

هذا العقاب ليس مبالغ به لأنَّ خالق كل الأشياء بما فيها الإنسان، يملك الحقَّ في تحذيرنا حول حقيقة أنَّ إبليس يجول حول الأشخاص الذين يرفضون وصايا الله، وبالتالي، يلعنُ العُصاة. وبالتأكيد، لا يحتاج الله إلى مالنا، لكن ليبقى عمله مستمراً، فقد جعل طريقة يقدر بها الإنسان أن يحصل على المكافأة من خلال احتفاظه بـ ٩٠٪ ممَّا يجنيه.

إذا كنت لا تستقبل بركة الربِّ فستكون ملعوناً. لذلك، عندما تتعلَّم عن وصية محدَّدة نفّذها بسرعة. لكن إذا كنت فقط مستمعاً ينسى ويرفض نداء الربِّ، لن يصعب على العدو مضايقتك. لكنَّك إذا أصغيت إلى العلي سيكون صديقك، بالتأكيد أنَّه أمر قيِّم للغاية.

يرثُ الأرض؛ أي "الإنجيل" وحزمة من وعود الله كلُّ الذين يتمّمون مهامهم بفرح. ينظر القدير إلى الأرض محاولاً إيجاد شخصاً أميناً متمماً لمبادئ الله الممزوجة بصلاحه، بلا شكٍّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز