رسالة اليوم

12/01/2017 - لمْ يَتْركَهُم الرَّبُّ

-

-

وَأَبُوا الاِسْتِمَاعَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَجَائِبَكَ الَّتِي صَنَعْتَ مَعَهُمْ وَصَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. وَعِنْدَ تَمَرُّدِهِمْ أَقَامُوا رَئِيساً لِيَرْجِعُوا إِلَى عُبُودِيَّتِهِمْ. وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ (نحميا 9: 17).

غَمْرٌ يُنادي غَمْراً، هَكذا ذَهبَ بني إسْرائيل إلى أبَعدْ مدىَ في الخَطايا. فأوّلاً، أَبَوا الاِسْتِمَاعَ إلى صَوتِ الرَّبِ؛ ثُّم بَعدَ ذَلك، صَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. وأقَاموا رَئيساً عَليهِمْ ليَرجعوا إلى عُبوديةِ مِصر. إنَّما الرَّب الغَفُور وَالحَنَّانْ وَالرَّحِيم، لمْ يَتْركُهم.

يَفعلُ الرَّبُّ اليّوْم أيضاً ذَلك مَع الذينَ يَرْجعونَ إليهِ ويُؤمنونَ بِالرَّبِّ يسوعَ كَمخلِّصِ، ولا يَتْركهُم أبداً. لكِنْ، انظُر لمَا يَحدثُ مَع من يَبتعدُ عنْ الرَّبِّ: غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ (مزمور 42: 7). ويَعني هَذا أنَّ الإنْسان حَسبَ المَسافةِ التي يَبتعدُ فيها عنْ الرَّبِّ، يَكونُ مِقدارُ الضِّيق عليهِ. وهَذا ما حَدث تماماً مَع الإسْرائيليين، لأنّهُم ابتعَدوا عن الطَريقِ الصَّحِيح واقتربوا أكثر من الخَطيئةِ.

يَدفعُ المَسِيحيُّ عِندَ الوُقوعِ في الخَطيئةِ ثَمناً بَاهظاً، لأنّهُ يَضعُ نَفسهُ في وضعٍ يجعلُ العَدوَّ يَجدُ طريقةً للوصولِ إليهِ. ورغمَ أنَّ الإسْرائِيليين جَعلوا قَلبَ الرَّبِّ حَزيناً، إلاّ أنهُ أرسل خُدامهُ من أجلِ تحذِرهُم، لكنهم أبوا الاستِماعَ للصوْتِ الإلهي. فلقدْ كانَ الرَّب يَتكلمُ إليهم من جهةٍ، والشَّيْطان يُجربُهم من جهةٍ أخرى.

يُوصَفُ خَطأ شَعب الرَّبِّ على النَّحو التالي: في البدايةِ، رفَضوا سَماع صَوتِ الرَّبِّ محذّراً إيّاهُم. لأنَّ الرَّبَّ لا يقولُ إطلاقاً شَيئاً يَضِّرُ بِأبنائهِ. ولِذلكَ فَالابتعادُ عن الرَّبِّ خَطيرٌ جِداً؛ وأخِيراً، فالمَسِيحي بَعيداً عنْ الرَّبِّ يكونُ دَاخل مَنطقةِ عَملِ الشَّيْطانِ العديمُ الرّحْمةِ.

ثمَّ، شدّدَ إسْرائِيل قَلبهُ، فمن لا يَسمعُ لصوْتِ الرَّاعي الصَّالحِ يَغدو كَأنهُ نَائمٌ تَنويماً مَغْناطِيسياً من العدوُّ. وبَالرُّغمِ من ذَلِكَ أعْرفُ كثيرينْ فَعلوا هَذا، وكانْت نِهايتهُا مَأسَاوية إلى الأبد، فالذي يُساق من الشَّيْطانِ يُصِرّ على عدمِ فتحِ عَينيهِ ويَسيرُ نَحو الهَاويةِ.

ومرةً أخرى، اختَارَ إسْرائيلَ لنفسهِ رئِيساً بشرياً ليَعيدهُم إلى العُبوديةِ التي كَانوا بِها في مِصْرِ. والذي يَتبعُ الأعَمى رُّوحياً يَسقطُ مَعهُ في الهَاوية. فهُناك رَاعٍ وَاحِدٌ فقط يَجب أن نتبعهُ: يَسوعَ الَمَسيح -(يوحنا 10: 16). فمنْ يَتبع أيَّ رَئيسٍ بَشريٍ أو أيَّ دِينٍ يُلهمهُ خُطواتهِ، سوفَ يَجتازُ لحظاتٍ مأسَاويةٍ في حَياتهِ. ولكنْ بمُجرّدِ أن يفَتحَ عَيْنيهِ ويُقَرّر الاسَتماعَ لصوْتِ الرَّبِّ الإلهِ فَقط، سيفعل كلّ ما لا يُمكن تحقيقه من قِبل " أغنية حورية البحر".

قَابلتُ الكثيرَ من الأشَخاصِ، الذينَ اختاروا الاِنصاتَ لصَوْتِ الشَّرِّير، والآن يَسْبحونَ في حَظيرةِ الوَحْل الجهنَّمِيَّة، يُعَانونَ فِيها كُلَّ أنواعِ الهَجَماتِ الشَّيْطانية. والسِّرّ لكي لا نَقعَ في مُستنقعِ الخَطيئةِ لئلاّ نُصبحُ مِثلَ الخَنزير الذي يتمرَّغُ في بُحيرةِ الوَحْلِ، هو الرُّجوعُ إلى الرَّبِ الإله، لأنَّهُ غفورٌ رَحيمٌ، ولا يَتخلّى عن أولئك الذينَ يُؤمنونَ أن يَسوعَ هو الرَّبُّ والمُخَلِّص.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز