رسالة اليوم

25/12/2023 - (دينونةُ الخطيَّةِ)

-

-

"لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ." (رومية ٨: ٣)

لقد دانَ المسيحُ بجسده كلَّ شيء فصلنا عن الله، وقد نلنا الحريَّة إلى الأبد. وهذا يعني أنَّه لن يتعرَّض مرةً ثانية للمضايقات في قبضة أرواح الشرِّ الشخص الذي يُصغي إلى الإنجيل. وبالتالي، لأنَّنا لسنا خدَّاماً لإبليس لن يجعلنا ندفع حسابنا له ولن نعاني من هجوماته الصَّامتة، فلسنا بعد مقيَّدين في الخطية.

لقد تمَّ إنهاء العبوديَّة عندما انتزع المسيحُ السُّلطانَ من قوى الظلام، السُّلطان الذي أخذته تلك الأخيرة من آدم. والآن لقد أتت لجميعِ الناس حقيقةٌ روحيَّة جديدة، بشرطِ أن يسمعوا بشارة الإنجيل. وهذه هي مسؤوليتنا، وستكون أيضاً مكافأتنا لكونها عمل بطولي. فكل ما علينا فعله هو أن نؤمنَ بيسوع.

وطالما أنَّنا لم نعد تحت أمر الشرير، لن تعُد هناك دينونة على عاتقنا، لذلك لا يجب أن نقبل بسخافاته. ثمَّ، لأننا راسخون بكلمة الله فيجب علينا أن نرفض أكاذيب العدوِّ باستخدام قوة الله. الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. (١ يوحنا ٣: ٢)

يرتكب خطأً فادحاً الشخص الذي لا يسعى للعيش في القداسة، لأنَّه يختار بذلك الشهوة ويسقط في فخِّ الشرير، الأمر الذي يجعله أسيراً من جديد. وبالتالي، ستكون النتيجة حياة عديمة القوة وخالية من الخدمة وتمجيد الربِّ. فلماذا تسمح للخطيَّة بالتسلُّط عليك طالما أنك قادر على التغلُّب عليها؟ فالله ليس ضدَّ سعادتنا لأنَّه يريد دائماً رفاهيَّتنا.

لن تستطيع الخطيةُ فيما بعد السَّيطرة على المُخلَّصين، لأنَّهم يؤمنون بما فعله يسوع لفائدتهم. وهكذا، أصبحوا أسياداً على جميعِ ما يقلقهم ونالوا القوة لإبطال أعمال الشرِّ. وبغضِّ النظر عن دورهم في الحياة العمليَّة، إلا أنَّه يجب عليهم أن يتمّموا عمل الربِّ، لأنهم بذلك يسرِّعون من مجيء المسيح ويرضون الله.

يوجد هناك العديد من الناس الذين تمَّ استعبادهم من الشَّياطين المؤذية التي أشركتهم بممارساتٍ شريرة. لكن إذا انتصبنا باسم يسوع وقُدنا أولئك الناس إلى معرفة العمل الذي تمَّ في الجلجثة، فسنحررهم، وفي حالات أخرى، سيصبح هؤلاء الناس رجال ونساء مكرَّسين لعمل الإنجيل. يكمنُ مجد الله في حقيقة أنَّ البعض ممن هم في قبضةِ الشرير سيساعدون الآخرين في المستقبل.

إنَّ الاستعباد للخطية هو موتٌ محض، لكنَّ مكافأة الذين يخدمون الآب هي (إكليل الحياة) الذي سيهبه ربُّنا لجميع الذين يفعلون مشيئته. لذا، امتحن نفسك وانظر ماذا فعلت للضالّين. وإذا لم تفعل شيئاً، فافعل ذلك الآن. فأعظم مجد هو أن يستخدم اللهُ الأبدي الإنسانَ.


محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز