"لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ." (رومية ٨: ٤)

إنَّ ناموس الربِّ صالحٌ، ولأنَّ الجسَد ليس كذلك، فلا يمكنه العمل بحسب البرِّ في الذي يطيعه، إلَّا في حالِ عدم كسر وصية من الناموس، وهذا الأمر يُعدُّ مستحيلاً. فبعد مجيء يسوع، لم تعُد هناك حاجةٌ لمحاولة اتِّباع بقية الناموس، لكن إذا أراد أحدهم طاعة إحدى وصاياه، فهو مٌلزمٌ بالخضوع لها كلَّها.

لقد أكمل المسيحُ بمجيئه كلَّ برِّ الرب وأتى بالنِّعمة والحق. وهذا أمر كافٍ لجعلنا نتمتَّع بكلِّ شيء أتانا به المخلِّص بموته. واليوم، إننا مقبولون في محضر الآب للتمتُّع بأعماله. ثم، لا يوجد هناك شيء نفعله لننال أيَّ امتيازات أخرى لأن المسيح تحمَّل العقاب مسبقاً ليمنحنا سلاماً.

إنَّ الأشخاص الذين لا يسلكون بحسب الجسد يقدِّمون فائدة كبيرة للمتديّنين، الذين لم يتعلَّموا بعد كيفيِّة السلوك بالإيمان. والآن، ما يهمُّنا اليوم هو أنَّه ليس علينا تلبية متطلباتِ الناموس لنحصل على امتيازاته، وكلُّ ما على المرء فعله هو أن يؤمن بكلمةِ الله. الأمرُ الذي جعل من يسوع برّ الله.

كل شخص تمَّ قبوله كابنٍ لله ليس بسبب إتمامه للناموس، لكن بنعمة اللهِ بالإيمان (رومية ٢٨:٣). وبعد ذلك، بإمكانك أن تأمرَ هجوم الشرير بالتوقُّف. لأنَّ كل الذين وُلدوا ثانية نالوا السُّلطان على قوى إبليس، وبالتالي يملكون المؤهلات لاِنتهار أعمال الشرير، ويطلقون الأسرى من قوى الظلام إلى الحرِّية.

ثمَّ إنَّ بر الناموس قد سبق وتمَّ فينا منذ أن توقَّفنا عن السلوك بحسب الجسد؛ أي حياتنا الطبيعية، لكن بحسب روح الله. لذلك، قد تحرَّرنا من كل دينونة، وبلا شكٍّ، من قدرة الشيطان على مهاجمتنا. فكلُّ من وُلد ثانية، في اللحظة التي يقرِّر فيها أن يؤمن بالعمل الذي تمَّ بواسطة المسيح، يصبح خليقةً جديدة. ومنذ تلك اللحظة، لا يجب عليه فيما بعد قبول أيِّ شر في حياته.

والآن، طالما أنَّه لم تعد هناك دينونةٌ على الذين هم في المسيح السَّالكين بحسب الروح، فلماذا لا تؤمن بهذا الأمر وتكون شجاعاً في الربِّ؟ منذ موتِ يسوع، كلُّ شخص يقبله كمخلِّص يصبح عاملاً لبرِّ الله، لأنَّنا نصبح برَّ الله من خلال المسيح. انتبه لذلك: إنَّ مكانة الإنسان المخلَّص عظيمةٌ جداً، بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى.

فلا يهم من تكون. لكن، اتَّخذ مكانتك في ابن الله وأمُر كلَّ شر بالخروج من حياتك، لأنَّ ناموس روح الحياة في المسيح يسوع أعتقك من ناموس الخطيَّة والموت. فالآن هو وقتٌ لجميع خدَّام الله لينتصروا في المسيح، وأن يغلبوا جميعَ أعمال مملكة الظلمة.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز