رسالة اليوم

22/12/2023 - (وجهُ اللهِ لصالحكَ)

-

-

"لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أَجْعَلُ وَجْهِي عَلَيْكُمْ لِلشَّرِّ، وَلأَقْرِضَ كُلَّ يَهُوذَا." (إرميا ٤٤: ١١)

لا يتصرَّف اللهُ بشيء دون إعلامنا مسبقاً. فمن السَّهل التخلُّص من الخطية حتى عندما لا تفهم ما يقوله الله، وكلُّ ما عليك فعله هو الاعتراف بناءً على ما فعلته. فعندما تكون الخطيَّة عمداً، يصبح من الصَّعبِ الحصول على الغفران، لأنَّك فقط بالاعتراف الحقيقيّ تقدر أن تنال الخلاص. يوجد هناك غفرانٌ لكلِّ معصية، إلَّا أنَّك يجب أن تجتاز بجميع مراحل التَّوبة.

لم يتجاوب يهوذا مع التَّحذير الإلهي فأصبح منقرضاً. فإذا تمَّ تحذير شخصٍ ما من قِبل كلمة الله ولم يغيِّر طرقه، فسيحصل معه الشَّيء ذاته، لأنَّه هناك عقوبة لكلِّ الذين يرتكبون الأخطاء. حتى لو أصبحوا متديّنين جداً، فلن يقدروا أن يتخلَّصوا من عاقبة خطاياهم. لكن إذا اعترفوا للربِّ وفعلوا الصَّواب فسوف يجدوا الرَّحمة.

كُن حذراً من الاستمرار في المحاولة لمواكبة العاداتِ الآثمة من حولك. فإنَّ خلف هذا الأمر شيطانٌ قديم يحصد الأرواح، التي ستنفصل في يوم الدينونة عندما تسمع قولَ الذهابِ إلى بحيرة النار والكبريت إلى الأبد. لذلك، لا تستمع للعدوِّ، لأنَّك إن فعلت ذلك فستكون سقطتك مثل سقطة آدم وحواء. وتذكَّر بأنَّ الخطية تجلب معها دينونتها.

من المهمِّ سماع نداء الأنبياء لتجنُّب فعل ما يبغضه اللهُ. فإنْ قسَّيت قلبك، فستشعل البخّور لآلهة باطلة. لأنَّ كل خطأ ترتكبه هو بمثابة تعدٍّ يجلبُ غضب الله. فاِحذر من عمل قوى الظلام لأنَّ نتائجها ستُحدث الفوضى في عائلتك وأحلامك وطموحك الشخصيّ، وستكون نهاية الطريق. لذلك الآن، ينظر الآبُ إلى قلبك لعلَّك تولد من جديد.

إنَّ كل إثم يرتكبه الفرد هو ليس ضد العليّ، لكن ضدَّ نفسه وقريبه. وكلُّ عادة خاطئة تجلب معها غضبَ الله على الشخص الذي ارتكبها لأنَّها تمس قداسة الله، وفي أحيانٍ كثيرة، تبرِّئ الناس. ثمَّ، حينما يتعاون الإنسان الخاطئ مع الشيطان يبتعد بذلك عن محبةِ الله ويسقط في قبضةِ العدو. ولن يتباطئ العدو عن الضَّرر به، لأنَّ هذه هي طبيعته. فلماذا تدع "كلِّي الحبِّ" يغضبُ عليك؟

ليس من الجيد أن تسير في المكان الذي يعملُ به الشرير، لأنَّك بذلك تقدِّم نفسك للهلاكِ. وكلُّ شخص يستسلم للخطية سيتمُّ استثناؤه من أرضِ الموعد. ففي العالم الروحي، كل شر ارتكبه آباؤنا وحكَّامنا وشعبونا موجودٌ أمام الله. إذاً، يجب أن نتَّضع ونخاف الربِّ ونسير في وصاياه ونطيع أوامره. ومن ثمَّ ستتغيَّر حياتنا نحو الأفضل.

إذا لم تفعل الصَّواب من قبل، افعل ذلك الآن، وهكذا سيكون وجه الربِّ عليك ليغرسك في الإنجيل؛ في أرض الموعد. واعلم الآن أنَّ العكس صحيح. لذا، ما هو قرارُك؟ كُن حسَّاساً لسماع صوت الربِّ واِرجع إليه. فليس هناك شقاءٌ معه، بل فقط الحريَّة الحقيقيَّة.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز