رسالة اليوم

21/12/2023 - (الشرورُ المنسيَّة)

-

-

"هَلْ نَسِيتُمْ شُرُورَ آبَائِكُمْ وَشُرُورَ مُلُوكِ يَهُوذَا وَشُرُورَ نِسَائِهِمْ، وَشُرُورَكُمْ وَشُرُورَ نِسَائِكُمُ الَّتِي فُعِلَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ؟" (إرميا ٤٤: ٩)

لا ينسى اللهُ شرورنا إلا في حال طلبنا غفرانه بصدقٍ. فكلُّ عمل شرير هو ضدُّ الربِّ، وبصفته صالحاً يرغب أن نتوب كلُّنا. بينما كلُّ من يستمر بفعل الشرور ولا يتوب عنها يغلق الأبواب بوجه الربِّ للتعامل معه. إنَّنا جزء منه في هذا العالم، وجعلتنا نفخته روحاً حية، لذلك لا يجب أن نغضبه.

سأل اللهُ شعب إسرائيل من خلال النبي إرميا إذا ما نسيوا ذنوبَ آبائهم. لقد كان لديهم كلُّ ما يحتاجونه للثقة بالربِّ وانتزاع الشرِّ من أرض الموعد. إلا أنَّهم لم يتصرَّفوا بشكل صحيح، وبالتالي أوقفوا بفعلهم هذا اللهَ عن إتمام ما أعدَّه لأجلهم. وهكذا، سمح الربُّ لسكَّان كنعان الأصليين أن يكونوا مثل الأشواك في أجسادهم.

لقد فعل ملوك يهوذا ما كان خاطئاً. في الحقيقةِ، فعل البعض منهم الشيء الصحيح لكن الأكثريَّة لم يطيعوا الله ولم ينفِّذوا وصاياه. وبالتالي، جعل العدوُّ الشعب المختار يعاني. والآن، كلُّ كذب منطوق هو ضدُّ "الحق"، وليس هناك أعذار للأخطاء. ويتجنَّب التجارب كلُّ من يثق بالربِّ.

لو تعلمنَ نساء شعب إسرائيل إن يكنَّ حكيمات لبنينَ بيوتهنَّ. لكن التجارب قادتهنَّ، وبالتالي فعلن ما لا يجب أن يُفعل. لذلك، لم يتلقَّ أولادهنَّ التعليم الروحي الصحيح، وعندما جُرِّبن، سقطنَ بأكاذيب وفخاخ العدوِّ. يحدث نفس الأمر اليوم في الكنيسةِ، ولهذا السبب وُجدت جميع أنواع الفضائح في وسط الشعب المقدَّس.

لقد فسد تقريباً بقية شعب يهوذا. فلا يمكننا بيع أنفسنا مقابل أيِّ ثمن، أو أن نقبل عروض العدوِّ في حياتنا. يجب أن نصغي فقط ليسوع؛ أيْ كلمة الله. تشهد أعمالنا الشريرة ضدَّنا كما لو أُذيعت أسرارنا بمكبرِ الصوت قدَّام كل المجتع. ويجلب الظلم معه الشياطين والشدائد، وبالتأكيد لن يعطي سلاماً للذين يصغون إليه.

لقد قدَّمت النساء الإسرائيليات الكعك وتقدماتٍ أخرى لتلك التي دعينها بـ "ملكة السماء". لقد دخلت الثقافة البابليَّة إلى يهوذا وسادت، وتبعوا من خلالها شهواتهم المحسوسة. يحدث نفس الأمر في أيامنا هذه مع الكثير من المؤمنين. ما كان خاطئاً ومقرفاً في الماضي أصبح اليوم شيئاً مقبولاً، وتُعلَّم هذه الأمور حتى في رسائل الإنجيل الخاطئة.

هناك طريقة واحدة للناس للتخلُّص من الممارسات الخاطئة في بيت الله: وهي التوبة. لا تنخدع بأيِّ عروض شريرة، لأنَّ كلمة الله لا تتغيَّر: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ». (١ بطرس ١: ١٦). فماذا ستفعل؟

مع محَّبتي، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز