رسالة اليوم

19/12/2023 - (بركةٌ ولعنةٌ في أرضِ الموعد)

-

-

"اُنْظُرْ. أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً وَلَعْنَةً." (التثنية ١١: ٢٦)

تُري خياراتنا اليوميَّة ما إذا فعلنا حسناً أم أنَّه تمَّ خداعنا من الشيطان، لأنَّ النتائج تُظهر لنا من هو الشخص الذي نخدمُ. ليس من الجيّد طاعة شخصيةٍ شريرة تتكلَّم بالأكاذيب وطبيعتها مؤذية وخبيثة في جميعِ المجالات. يكره الشيطان الإنسان لسبب واحد بسيطٍ: خُلق الإنسان على صورة الله ومثاله. وبالتالي، يفعل كلَّ ما يستطيع ليدمّرنا. لا تعطِ كلمتك للعدوِّ.

في الحقيقة أنَّنا لا نجد أناساً عقلانيّن يختارون اللعنة، لكنَّك إنْ نظرت إلى طريقة عيشهم لوجدّت العديد منهم اختاروا هذا الخيار عن جهلٍ. يعلنُ الإنجيل أنَّ الذي يفعل الخطية هو عبدٌ لها (يوحنا ٣٤:٨). إذا أطعتَ العدو في وسط التجربة، وحدك تستطيع تحرير نفسك من فخِّه، إذا تبت حقاً. اختر دائماً أن تخدم الرب الصالح.

إنَّ المعيار الذي يجب أن نعيش من خلاله موجود في الصلاة التي علَّمنا إيَّاها يسوع، فيجب أن تكون المشيئة الإلهيَّة كما في السماء كذلك على الأرض. وبالتأكيد لا يوجد في السماء شخص عاجز ولا أعرج ولا يضع أحدٌ النضارات أو من يبكي بألم. يتمنَّى الله حياةً خالية من هذه المشكلات لكلِّ المدعوّين لإتمام مشيئته. يجب أن تصلِّي فقط وتؤمن أنَّ الرب أتاح لك حياة فيَّاضة.

يتوقَّف خيار البركة واللعنة على كلِّ واحد فينا، فنحن نملك قرارَ ماذا نأخذ. بالتأكيد سيقول الجميع إنًهم يريدون العيش جيّداً، وأن يكونوا مباركين وبعيدين عن الشرِّ. لكن الذين يحبّون ارتكاب الأخطاء ويرغبون بفعل شيءٍ غير قانونيٍّ، يعيشون في الخطية مسبقاً. فحتى ولو اعترف هذا الشخص وأراد البركة، سيكون بعيداً عنها دائماً لأنَّ عطايا الرب لا تطال أولئك الذين لا يخدمونه.

وإذا اخترت لنفسك بركةَ الربِّ فسوف تنال حزمةً كاملة. لكن إذا احتقرت "صانعها" وقبلت بعرض الشرير فستخسر كلَّ شيء. إنَّ السير في الإيمان بمثابةِ قيادة دراجة هوائية، إذا توقَّفت فستسقط. أولئك الذين يختارون اللعنة ينالونها كلّها، بالإضافة للانفصال الكامل عن الربِّ. لكن لماذا يكون المرء أنانياً جداً ليحبَّ اللعنة، متيحاً نفسه لعمل إبليس؟

إنَّ الخيار نهائيٌّ. لكن إذا اعتنق أحدهم اللعنة وشعر أنَّه فعل خطأ ما، عليه أن يرجع إلى الله، ما دام هناك وقتٌ له. لكن احذر! لا تريد أن تكون بين يدي العدوِّ ولا لدقيقة واحدة، ولأنَّه شرير من الممكن أن ينهي حياتك في لحظةٍ واحدة ولن تستطيع التوبة. وحتى لو لم يقدر أن يفعل ذلك، ستبقى التأثيرات التي يتركها في حياتك وستكون مؤلمة جداً.

أولئك الذين يختارون البركة يطلبون الله ويسعون للتحسُّن دائماً، لأنَّهم لو عاشوا بشكل أفضل سيكونون مباركين أكثر. الربُّ صالح فهو يفاجئنا بعروضه المباركة. وكلُّ من يسير معه لن تأتي عليه قوى الشر ولن تضايقه، إلى أن يسمح هو لها بالإتيان.

مع محبَّتي، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز