رسالة اليوم

11/01/2017 - مَشَاعِرُ الرَّبِّ

-

-

 

 

لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ (مزمور 30: 5).

إلهُنا إلهٌ عَاطِفي. فهو يَغضبُ من تَصرّفاتِنا الخَطأ، ولكنْ بَعدما يَزولُ غَضبهُ، يَعودُ ويَهتمُ بِنا من جَديد. فَغضبهُ لا يَدومُ إلاّ لحَظاتٍ، أمَّا رِضَاهُ فَمدى الحَياةِ. هو يَستطيعُ أن يَترككَ وحْدكَ ويَبْتعدُ عنْك، إنمّا هو لا يَتْرككَ. لكنّهُ يُريدكَ أن تَشعرَ بَالبكاءِ لليلةٍ واحِدةٍ، أمَّا في الصَّباحِ يأتي جَالباً مَعهُ الابتِهاج الذي يَرْفعُكَ ويُجدِّدُ حَياتكَ.

فَعندمَا تَشعرُ في قَلبكَ، بالرِّغبةِ في أن تَتحولَ إلى يَسوعِ، فَهذهِ عَلامةٌ بأنَّ الصَّلاحَ الإلهي يُعلنُ لكَ عنْ نَفسهِ. لِذلك، لا تُفوِّت فُرصةَ الاقتِرابِ من الرَّبِّ، فكلّما تَقتربُ مِنهُ أكثر، سَتعرفهُ أكثر وسُوفَ تَعلمُ بأنّ لهُ مَشاعِرَ. فَهو يَبتهجُ بِنجاحِكَ، ويَحزنُ لأعمَاِلكَ الشِّريرةُ. وعِندمَا تُطيعُهُ، تَنالَ قوةً كَبيرةً، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكَ (نحميا 8: 10). استمِعْ الآن! لكنْ العَكسَ يَحدثُ أيضاً. إن ازدَريتهُ أو لمْ تَخْضع لوصَاياه، يتبدَّدُ نَشاطُكَ الحَيويّ وأيّ عدوٍّ مَهما كَانَ تافهاً أو ضعيفاً، سَيجعلكَ تَسقطُ وتَتألّمُ.

إنّهُ لحَسنٌ جِداً أن لا نُحْزِنَ الرَّبَّ! ولكِنْ، أعمالُنَا الشِرِّيرةُ تَجعلهُ يَشعرُ بالحُزنِ، وهذا ليْسَ جَيدٌ على الإطلَاقِ، فَبعضُ تَصرّفاتِنا السَّيئةِ تَجعلهُ يَغضبُ – وبالتّأكيدِ لا أحدَ يُريدُ أن يَرى ذَلك، أليْسَ كَذلك؟ فلو أغَضبْتَ الرَّبَّ القَديرَ لأيّ سَببٍ، لا تَيأسَ، وقَبلَ كُلِّ شيءٍ اِعترف بِخطيئتِكَ، واطلبْ مِنهُ المَغفِرةَ وانتَظر السَّلامَ والفَرحَ الذي سَيملأ بهِ الرَّبُّ قَلبكَ، وعِندما تَغمُركَ هَذهِ المَشاعرَ، اعلم أنَّ الرَّبَّ بِذاتهِ أعاد الشَّرِكةَ مَعكَ.

نَحنُ لا نَعلمُ تَماماً مَا يُعانيهِ الرَّبُّ بِسببِ مَا نَرتكبهُ من خَطايا، ولكنْ الشّيءُ المُؤكدَ أنّ هَذا يَحدثُ بِسببِ غَباوتِنَا. ومَع ذَلك فَإن التَّوبةَ والنَّدم مَع صَلاةٍ صَادقةِ - كَما فَعل مُوسى مِن أجلِ بَني إسْرائيل في الصَّحراءِ مَراتٍ عَديدةٍ (العدد 14: 19) - تُهدئُ الغَضبَ الإلهِي. وبِانتهاءِ هَذا الغَضب، يَعودُ الآبُ السَّماوي بإعطاءِ السَّعَادةِ والسَّلامِ لابنهِ الذي أخَطأ ونَدِم فِعلاً. فَجيدٌ أن نَعرفَ أنّ الرَّبَّ يَشْعُرُ أيضاً، أليْسَ كَذلك ؟

أمَّا العَلامةُ عَلى صَلاحِ الله، هي عِندمَا نَبدأُ في التَّطلعِ لِطلبِ الرَّبِّ مرةً أُخرى، لنْعترفَ بِخطيتنَا، وهو يَغْفرُهَا لنَا. ونَحنُ بِهذا سَنكونُ قَادرينَ على الحَياةِ بأكملِ وجهٍ!

يَتْركُنا الرَّبُّ عِندمَا نَرتكبُ الخَطيئةَ وحْدنَا للحظاتٍ قَليلةٍ، لنَشْعُرَ بِفظاعَةِ العَيْشِ في الظَلامِ. ولكِنْ مع بزُوغِ الفَجرِ، تَعودُ البَهجةُ تَغمرُ أروَاحنا. وحينئذٍ نَستيقظُ لنَرى كَمْ نَحنُ مَحْبوبينَ مِنْ قِبلِ الرَّبِّ، ونَعودُ نَشعرُ بِالقوّةِ مرةً أخرى. فَمحبةُ اللهِ القَديرِ في قُلوبِنَا تَجعلُنَا نَشعُرُ أنَّنا نُولدُ مِن جَديدٍ. وهَكذا فَقط، نَكونُ مُوفقينَ حَقاً، ونُصبحُ أبناءً مباركينَ. لِذلكَ، فليْسَ جَيدٌ أن نُضيِّعَ زِيارةَ الرَّبِّ الإلهِ لأرواحِنَا وأجَسادِنَا.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز