رسالة اليوم

17/12/2023 - (اِحترز من أنْ تتركَ اللاويَّ)

-

-

"اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَتْرُكَ اللاَّوِيَّ، كُلَّ أَيَّامِكَ عَلَى أَرْضِكَ." (التثنية ١٢: ١٩)

كان اللاويّون في العهدِ القديم مسؤولين عن النقلِ والجمع ونشاطات أخرى لخيمةِ الاجتماع، والهيكل بعد ذلك مباشرةً. ولم يكونوا فقط مسؤولين عن الترنيم والتسبيح لله، بل أيضاً كانوا مثل العاملين في الكنيسة اليوم. لا يوجد اليوم كهنةٌ يقدِّمون الذبائح الحيوانية ولا لاويّون مثلما كان في الماضي. فكلُّ شيء جديد في "الإنجيل".

إذاً ليس لدينا طقوس يهوديَّة ورئيس كهنةٍ ولا من يخدمون في الكهنوت، فلماذا نحتاج لوجود اللاويّين والطقوس اليهوديَّة؟ لكن في فكرِ الكثير من الناس هناك حاجةٌ لمثل هذه الخدمة التي تشمل هؤلاء الناس. لقد تمَّ ذكر واحدة منها فقط أثناء خدمة يسوع، عندما رنَّموا ترنيمة. وحدث هذا الأمر عندما أتوا إلى جبل الزيتون (متى ٣٠:٢٦)، ولم يتمُّ ذكر شيء آخر عن اللاويِّين.

لم يكن هناك ميراث للّاويين في الماضي. فلم يتمَّ حسبان سبط اللّاوي عندما تمَّ توزيع الأراضي. لكنَّهم نالوا تعويضات أعظم من أعضاء الأسباط الأخرى. وبشكلٍ عام اليوم في الكنيسة يدعى المرنّمون والعازفون "لاويّون". من الممكنِ أن يكون الأمر مماثلاً، لكنَّه ليس كما كان في الماضي، فللاويون أدوار أخرى في بيتِ الله. لكنَّنا اليوم نملك فقط خدَّام الربِّ.

كان هارون وأولاده كهنةً، وُضِعوا ليبقوا كهنة إلى الأبد، أحفاد لاوي. لكن ليس كلُّ أحفاد لاوي كان يجب أن يصيروا كهنة، بل مساعديهم (عدد ٦:٣). كان يموت كلُّ من يحاول أن يصبح شريكاً معهم وهو ليس من نسلهم. وكما رأينا، لا نفعل شيئاً بالمخصَّصات والقوانين التي للعهد الجديد، لكن قوانينَ العهد الجديد هي التي تسود اليوم.

المعيارُ للأزمنة الحاليَّة ليس لاِحتقار خدَّام كلمة الله والذين يساعدونهم على إتمام هذا الفرض المقدَّس. لا يُقارَن "اللاويّون" الإنجيليون مع خدَّام الله القُدماء. أرجو أن يُحترم "اللاويّون" الجُدد كعاملين ويتمَّ تسديد احتياجاتهم.

لم يكن جميع اللاويّون عازفين في الماضي، فكان البعض منهم حرَّاساً وخبَّازين وبوَّابين، إلخ. يحتاج "اللاويّون" الجُدد أن يتمِّموا مهمتهم بخوفٍ وقداسةٍ لأنَّ الله قدّوس ولن يقف عن جانبه كلُّ من لا يحقق هذه الشروط. لقد كان داود ينتمي إلى سبطِ يهوذا وكان عازفاً ومرنِّماً. فعندما طلبَ شاول عازفاً ماهراً ليريحه، كان الراعي اليافع هو الشخص المعيَّن.

يعلِّمنا هذا الدرس أنَّنا خدَّام ومستقبلو البركات التي جلبها يسوع للبشريَّة أجمع. لا يهمُّ إن كانت المشكلة تكمنُ في الضعف أو في فعلِ الروح الشرير. فإنَّ المخلَّصين مدعوّون ليقوموا بنفس العمل الذي قام به المسيح، فخدم بإنسانيَّة وحكمة، ممتلئاً من معرفةِ مشيئة الآب.

مع محبَّتي، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز