رسالة اليوم

16/12/2023 - (افرحوا أمامَ الربِّ)

-

-

"وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ، وَاللاَّوِيُّ الَّذِي فِي أَبْوَابِكُمْ لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَكُمْ." (التثنية ١٢: ١٢)

وضعَ الربُّ في الإنسان منذ البدء إدراك أهميَّة الفرح. لقد شعر قايين بالغضب عندما لم يقبل العليُّ تقدمته وسقطَ وجهه، إلا أنَّ الله تكلَّم معه عن ذلك الحزن. فقال له إنَّ ذلك الحزن غير جيدٍ لأنَّ الخطية واقفة على الباب؛ أي الشرير يتربص لك (تكوين ٧:٤). لكن لأنَّه لم يصغِ إلى كلام العلي، قتل أخاه ونال أسوأ شهادةٍ على الإطلاق: أولُ قاتل في التَّاريخ.

كان يجب عليه أن يصلِّي ويقدِّم أفضل ما عنده للربِّ، لكنَّه سمح للشيطان بالدخول إلى قلبه لأنَّه لم يكترث بتقديمِ شيء لله. وبعدئذٍ، لمَّا انفرد بأخيه هابيل، فضَّل أن يكونَ وحيداً على أن يرى أخاه يسرُّ الله. احذر! يبحث الشرير عن أناسٍ ضعفاء لا يطيعون الكلمة، فالسجون مليئة من الناس والأيتام الذين يتجوَّلون في جميع أنحاء العالم. وليس الله مسؤولاً عن هذا الأمر!

لدى أولئك الذين يسيرون مع الآب السماوي وجهاً سعيداً، لأنَّهم يشعرون بالسعادة تملأ قلوبهم عندما يزورهم الله. ومن المحزنِ رؤية الكثير من الناس مخدوعين من العدوِّ بعدما نالوا الخلاص وساروا مع يسوع بطهارةٍ، مستسلمين لليأس ولا يسيرون مع الله فيما بعد. لماذا يتوقَّف البعضُ عن نشر فرح الربِّ ويخمدون نورَ الإيمان فيه؟

لقد أعطى الربُّ وصيّة لإسرائيل: بأنْ يفرحوا أمامه، وكذلك الأمر لكنيسةِ يسوع اليوم. لكي تمتلك حالة روحيّة هو أمر بسيط يتطلَّب الثقة فقط، لكنَّنا خسرنا هذه البركة. تعلمُ قوى الشر أنَّ يسوع قضى عليها إلا أنَّها تقاتل فاقدة الأمل بكلِّ أنواع الخداع والكذب لإبعاد الفرح عن المفديّين. وما يحزن حقاً رؤية الشيطان يجعل بعض الناس يفقدون إيمانهم. يا ربُّ ارحم!

يجب على بقيةِ العائلة أن تفرح، حتى أولئك الذين يعيشون ويعملون في بيتٍ مسيحي. لو أنَّهم يقدِّرون قيمة حضور الله لعاشوا بشكلٍ صحيح، لكنَّهم يرفضون حقَّ الرب بجعلهم سعداء من خلال تصديق الأكاذيب، وجميع أنواع المشاكل تظهر بينهم. لا تتوقَّف عن تقدمة العشور إلى بيتِ الربِّ. فإذا لم تتصرَّف بالشكل الصحيح سيقدر الشيطان أن يؤذيك، وبنفس الوقت، سيعرقل نموَّ العمل الإلهي.

لم يقدرَ الإسرائيليون تقدمة الذبائح في أيِّ مكان. كلُّ الذين يتبعون خطط العدوِّ ويتمرَّدون على الوصايا يفتحون الباب لإبليس للعمل في حياتهم. ينبغي أن تؤخذَ أمور الله بجديَّة، وفي بعض الحالات أنواع معينة من التضحيات. لكن الذين لا يجتهدون ليكونوا أمناءً مع الربِّ تتمُّ قيادتهم إلى يد الشرير. المتمرِّدون لا يخدمون الله، لكن يخدمون العدوَّ.

لا تتوقَّف الطاعة على تقدمة العشور فقط، بل أيضاً على فعل ذلك في المكان الذي يستلم فيه الله العشور من بين أيديهم. افعل كلَّ شيء بناءً على التعليمات، لأنَّك يجب أن تخدم العليَّ بكلِّ قلبك، وتثبّت بفعلك هذا المكافأة الرائعة التي يعطيها الربُّ لك. امنح الاحترام اللازم لكلمة الله لأنَّها تستحق.

مع محبَّتي، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز