رسالة اليوم

15/12/2023 - (أينِ يجب أن تُحضر العشور والتَّقدمات؟)

-

-

"فَالْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ، تَحْمِلُونَ إِلَيْهِ كُلَّ مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَكُلَّ خِيَارِ نُذُورِكُمُ الَّتِي تَنْذُرُونَهَا لِلرَّبِّ." (التثنية ١٢: ١١)

الإجابة على السؤالِ أعلاه هي: بيتُ الربِّ. ينتمي هذا المكان إلى الربِّ، وموقعه المكان الذي يغذِّيك فيه من خلال كلمتهِ. هناك علاقةٌ واحدة بين بركتك وطاعتكَ، فعندما يجتمعان هذان الأمران سويَّاً يساعدك الربُّ من خلال الكتاب المقدَّس وقوَّته، فيستقبل أمانتك ويفتح كوى السماوات ليباركك أكثر جداً. ويسكن اسمه في هذا المكان، فتتعرَّف عليه أكثر وتخدمه بشكلٍ أفضل.

لا تمحُ الحدود التي وضعها الله، بل اتبع إرشاده ليقودك على الدوام. يعرفُ العليُّ سبب وضعك لتقوم بعمله، ويعرف الخطط لحياتك وكيف تنفعك أمانتك. وتثبت في بيت الربِّ محبَّته تجاه عمله وتثبت محبَّته لك، ويفيض ببركات كثيرة على حياتك. ولا يندم الربُّ على اختياراته.

بيتُ الربِّ قلعة حصينة تحمي الجميع من هجومات الشرِّ. ويمكن في هذا المكان التعلُّم من الشخص "الوديع" و"المتواضع القلب"، وبنفس الوقت رجل الحربِ. يجب أن تذهب إلى هذا المكان لتضع كلَّ تقدماتك، فيسرُّ الآبُ بك. وألا تتخلى أبداً عن الحضور الإلهي، الأمر الذي إذا حصل ستكون في موضع لن يباركك العليُّ فيه وبالتالي لن تنال شيئاً.

في حالِ لم تكن أميناً مع تقدمات الربِّ ستنال اللعنة، باعتبارك سارقاً له. فإنَّك لا تسرق فقط المال والخيرات من الربِّ، بل أيضاً الحق ليباركك. فعندما تقدِّم العشور والتقدمات ضمن الاجتماع من الممكن أن تكون نتيجةً لعمل معيَّن، تفتح بذلك نفسكَ لتعاملٍ عظيم من الروح القدس. لكن إذا كنت متحفِّظاً وغير مهتمٍ بالوصايا الكتابيَّة لن تقدر أن تختبر البركات الإلهية.

اسعَ لفهم المشيئة الإلهية حتى في حال لم تفهمها بشكلٍ كامل، ولا تدع الشيطان ينال منك بشأنِ العشور والتقدمات، وإلا سيغلقُ العليُّ عنك يديه المباركتين. وبالتالي، ستُحيطك أمور سيئة سبق لك ونجيتَ منها، لأنَّ اللعنة ستطالك أنت وعائلتك. لكن إن كنت أميناً مع الوصايا الكتابيَّة، ستكون أكثرَ فرحاً ومباركاً في كلِّ الأوقات.

يجب أن يكون بيتُ الربِّ مليئاً بالموارد لإتمام طلبات السماء. والشخص الذي يحضر فيه، ينال القوة للسير مع الله ويرى العجائب تحصل في حياته. الربُّ قويٌّ لفعل أكثر مما تطلب أو تفتكر، فدعه يفرحك بأمانتك ويجعلك تستقبل بركاته. لا تأخذ عشورك إلى مكان آخر بل إلى بيت الربِّ، المكان الذي يطعمك الربُّ فيه. ولا تغيِّر كنيستك لأيِّ سبب كان. فالجسد والدم في ملكوت الله أمران لا قيمة لهما، فنحن جميعاً إخوة لآدم ونوح. وما يهمُّ حقاً هو تحقيق الخطة الإلهية.

مع محبَّتي، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز